سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
ممثل الأمين العام الأممي السابق يانسن في الصحراء يفكك ألغاز ملف الصحراء و يكشف : البوليساريو قبلت قبل 16سنة بحث قيام حكم ذاتي في الصحراء ما دامت مخيمات جبهة البوليساريو توجد فوق الأراضي الجزائرية. فالجزائر معنية بالموضوع
كشف الممثل الخاص الأسبق للأمين العام للأمم المتحدة في الصحراء إيريك يانسن أن جبهة "البوليساريو" كانت مستعدة خلال لقاء سري مع المغرب جرى في جنيف منتصف غشت 1996 لبحث قيام حكم ذاتي في الصحراء٬ موضحا أن "قرارات جبهة البوليساريو لا يمكن أن تكون ضد ما تريده الجزائر". وأشار يانسن في حوار نشر بعدد صحيفة الشرق الأوسط أول أمس السبت و فكك من خلاله العديد من الألغاز المحيطة بسيرورة الملف إلى أن المبعوث الشخصي السابق لنزاع الصحراء جيمس بيكر٬ الذي عمل معه تقريبا مدة سنة٬ كان مقتنعا بوجهة نظره "التي كانت تروم الدفع نحو إجراء مفاوضات جدية من أجل التوصل إلى توافق حول الحكم الذاتي٬ وقبل ذلك من حيث المبدأ". الديبلوماسي الدانماركي الذي خبر جيدا تداعيات و خلفيات نزاع الصحراء و أصدر مؤخرا الطبعة الثالثة من مؤلف يتناول الملف شدد على أنه يتعين النظر إليه في إطار أكثر شمولية٬ وقال "نحن دائما اعتبرنا أنه نزاع قائم بين المغرب وجبهة البوليساريو إلى جانب وجود مصالح للجزائر٬ وهو ما يظهر بشكل جلي ما دامت مخيمات جبهة البوليساريو توجد فوق الأراضي الجزائرية. فالجزائر معنية بالموضوع٬ وموريتانيا كذلك". يانسن إعتبر أن سحب المغرب الثقة من المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة للصحراء كريستوفر روس "ليس هو الأول من نوعه" إذ جرى مع مسؤولين أمميين آخرين مثل يعقوب خان وفان فالسوم. وأكد على أنه "حينما تنعدم الثقة لدى هذا الطرف أو ذاك ينتهي كل شيء"٬ وأن "حصول" المبعوث الأممي "على ثقة الطرفين يبقى مسألة أساسية. وفي ما يتعلق بالوضع في منطقة الساحل والصحراء٬ تطرق يانسن لقرار الحكومة الإسبانية سحب متطوعين إسبان يعملون في المجال الإنساني بمخيمات تندوف بسبب الخطر الكبير الذي يهدد مواطنيها٬ كما تناول مواضيع الإرهاب والاختطافات وانعدم الاستقرار التي تؤرق دول المنطقة وكذا انعكاساتها على الأمن الدولي. وبعد أن أبرز حالة اليأس التي يعيشها سكان مخيمات تندوف المتواجدة فوق تراب الجزائر غير بعيدة عن شمال مالي٬ قال يانسن إنه لن يفاجأ إذا ما قام الإرهابيون بالبحث عن متعاطفين معهم وسط هؤلاء الشباب الذين لا مستقبل لهم٬ مؤكدا أنه "في اللحظة التي يكتشف فيها سكان المخيمات أنه لا تغيير يحدث على أرض الواقع٬ وأن المستقبل منعدم٬ وأن القادة لم يقوموا بأي جهد لتحقيق ذلك٬ فإن التطرف سيكون هو البديل". و كان يانسن بصفته ممثلا خاصا للأمين العام للأمم المتحدة في الصحراء في الفترة ما بين 1993 و1998, قد حذر قبل سنتين من مخاطر قيام كيان إرهابي سماه "ساحلستان" على أبواب المغرب العربي, إذا لم يتم حل قضية الصحراء في أسرع وقت و أكد المسؤول الأممي حينها في تدخل له أمام اللجنة الرابعة للجمعية العامة للأمم المتحدة أنه "يتعين حل قضية الصحراء للتصدي للتهديدات التي تتربص بالأمن والاستقرار في منطقة الساحل". . كما وصف المبادرة المغربية للحكم الذاتي في الصحراء بأنها تشكل خطوة مهمة نحو حلّ نزاع الصحراء، داعيا البوليساريوالى التخلي عن بعض طموحاته.