هل بلغت العلاقات بين المغرب و بعثة المينورسو بالصحراء مرحلة القطيعة و الجفاء من الصعب الجزم بصحة ما تتداوله المجالس الديبلوماسية المغلقة من تحفظات المملكة قبل إحالة تقرير بان كي مون الأخير حول الصحراء على أنظار مجلس الأمن و ردة فعل الديبلوماسية المغربية على عدة ملاحظات به تهم العلاقات اليومية للسلطات المغربية مع مقر قيادة المينورسو بالعيون . حينها تعين على وزير الخارجية التدخل لوضع الأمور في نصابها حينما وجهت أصابع الاتهام للطيران العسكري المغربي بالقيام بعمليات عسكرية في سماء الأقاليم المسترجعة , العثماني أكد أن الأمر يتعلق بطلعات جوية استكشافية عادية لتأمين الحدود الجنوبية للمملكة من التهديد الارهابي المتنامي بالمنطقة . بعدها سيتضح أن تقرير بان كي مون تضمن اتهامات مباشرة للرباط بالتجسس على منظومة الاتصالات اللاسلكية التابعة للمينورسو قبل أن يتأكد أن مصدر كل هذه التعقيدات الديبلوماسية هو مبعوث الأمين العام كريستوفر روس و ممثله الخاص رئيس البعثة المصري عبد العزيزهاني . تقييم جهود المبعوث الشخصي للأمين العام الأممي كريستوفر روس شكلت محور مباحثات أجراها وزير الشؤون الخارجية والتعاون السيد سعد الدين العثماني الخميس الماضي مع بان كي مون بمقر الأممالمتحدة . و التي ضمنها حسب تصريحه الشخصي انشغالات المغرب حول مضمون هذا التقرير، ومحاولات تشويه ولاية بعثة المينورسو والعقبات التي تعيق عملية التفاوض . مبرزا أنه تم الاتفاق على مواصلة المشاورات بشأن هذا التقييم . بين هذا وذاك تسجل المملكة في أكثر من مناسبة تحول بعثة المينورسو عن صلاحياتها الأساسية المتمثلة في الحفاظ على تطبيق إتفاق وقف إطلاق النار بين طرفي النزاع الموقع بداية العقد الأخير من القرن الماضي . كريستوفر روس يتجاوز متعمدا التفويض السياسي المممنوح له و يقدم على مبادرات غير مدرجة في تقارير رئيسه المباشر و مقررات مجلس الأمن و منها برنامج زيارة مباشرة لأعضاء بمجلس الأمن الى المنطقة يتم التحضير لها في غياب أي تنسيق مسبق مع الرباط . قبل ذلك ذهل المغرب الى ترويج وسائل دعاية الانفصاليين لتفاصيل برنامج زيارة خاصة جدا لممثل الأمين العام ببعثة المينورسو المصري عبد العزيز هاني لمخيمات تندوف . المسؤول الاداري الأممي تجاوز نهاية الشهر الماضي كل مقتضيات التحفظ و اللباقة التي يفترضها منصبه و قام بزيارة مجاملة مثيرة للشبهات لمخيمات تندوف التقى خلالها مع قيادة الانفصاليين و أطلق تصريحات ومواقف تتعارض مع مبدأ الحياد المفروض في أفراد البعثة الأممية . الخارجية المغربية تأخرت كالعادة للتنديد بهذه السلوكات و الشطحات الديبلوماسية المتكررة و يبدو أنها تسعى الى تبليغ مواقفها عبر القنوات الديبلوماسية الرسمية . خلاصة الوضع أن الظرفية الراهنة و الملاحظات المسجلة تفترض أن التفعيل الميداني السليم لمقررات مجلس الأمن ذات الصلة بنزاع الصحراء و تذليل عقبات مسيرة المفاوضات لايجاد حل سياسي متوافق عليه تم حتما عبر إعادة النظر في الفريق الأممي المكلف بالملف و هو ما يبرر مطالب مشروعة لم يفصح عنها الى حد الساعة تدعو الى إعفاء روس من مهامه و تغييره بشخصية ديبلوماسية أكثر كاريزمية لا تنساق بسهولة أمام السراب الوهمي الخادع .