أثار موضوع "الأدوية البيومماثلة المروجة في المغرب" نقاشا طبيا وقانونيا بين المشاركين في المؤتمر الثامن للجمعية المغربية لأمراض الدم والسرطان عند الأطفال، الذي تتواصل أشغاله إلى غاية يوم غد السبت بالرباط، وذلك بالنظر إلى تعقيد عملية إنتاجها والمخاطر المناعية والتأثيرات التي يمكن أن تسببها. وتعد الأدوية البيومماثلة مشابهة للمنتجات البيولوجية المرجعية، غير أن إثبات التشابه في الأدوية البيومماثلة مع المنتج البيولوجي المرجعي يتطلب بالإضافة إلى البيانات السريرية المقارنة مع المنتج البيولوجي المرجعي، وذلك على عكس الأدوية الجنيسة التي تتطلب فقط دراسة التكافؤ الحيوي بالإضافة إلى البيانات الكيميائية. وشدد المشاركون في هذا المؤتمر، الذي ينعقد تحت الرعاية السامية لصاحبة السمو الملكي الأميرة لالة سلمى وبمناسبة الذكرى السنوية الخمسين لكلية الطب والصيدلة بالرباط، على ضرورة عدم وضع الأدوية البيومماثلة في السوق ما لم تكن لها نفس خصائص جودة وفعالية وسلامة الأدوية البيولوجية المرجعية، مطالبين بسن قانون منظم صارم يأخذ بعين الاعتبار خصوصيات الأدوية البيومماثلة في انتظار المصادقة عليها. ودعوا السلطات الصحية، في ظل غياب قانون وطني منظم متعلق باستعمال الأدوية البيومماثلة وفقا للمعايير الدولية التي حددتها منظمة الصحة العالمية، إلى "المزيد من اليقظة على هذا المستوى"، مطالبين ب"عدم السماح سوى بتسويق الأدوية البيومماثلة المسجلة في البلدان المرجعية في أوروبا من قبل الوكالة الأوروبية للأدوية أو في الولاياتالمتحدة من قبل إدارة الغذاء والدواء". وأكدوا، حسب بلاغ للجمعية، أن "جودة الأدوية البيومماثلة مقارنة مع الدواء المرجعي تعتمد بشكل كبير على عملية التصنيع، حيث يتطلب تطوير هذه المنتجات استثمارات ضخمة وخبرة كبيرة"، داعين إلى "حماية المواطن من هذه النسخ غير الشرعية التي يعد مصدرها وجودتها موضوع جدل". ويتداول خبراء وطنيون ودوليون يشاركون في هذه الدورة "التحليلات النقدية والشاملة للخبرات الوطنية والتطورات الأكثر ابتكارا في مجال تحمل فقر الدم اللاتنسجي وتوقف النمو العضلي عند الطفل"، فضلا عن "العلاجات المخففة لأمراض السرطان عند الأطفال". كما سينظم بالمناسبة حفل تكريم على شرف البروفيسورة فوزية المسفر العلوي، مؤسسة الجمعية المغربية لأمراض الدم وسرطان الأطفال، الرئيسة السابقة لمصلحة أمراض الدم وسرطان الأطفال في مستشفى الأطفال في الرباط، والرئيسة الحالية لجمعية "المستقبل" وحفل تأبين الأستاذة لمياء كانوني. ويتوخى هذا المؤتمر الذي ينعقد في سياق خاص يطبعه ارتفاع حالات الإصابة بالسرطان لدى الأطفال على الصعيد الوطني، المساهمة في إجراءات مكافحة أمراض الدم والسرطان عند الأطفال، بالنظر إلى أن التكوين الأولي للمتخصصين والتحديث المستمر لمعارفهم في هذا المجال ضرورة لا غنى عنها. وتعمل الجمعية المغربية لأمراض الدم والسرطان عند الأطفال، التي تأسست سنة 1996، على التكوين المستمر للمعالجين وتشجيع البحوث السريرية والتوعية حول أمراض الدم والسرطان والاضطرابات عند الأطفال لدى السلطات الصحية الوطنية. كما تواكب هذه المنظمة غير الحكومية المعالجين (الأطباء والممرضين، وأطباء النفس ...) من خلال برنامج التكوين وتشكيل مجموعات عمل متعددة التخصصات، بغية تحسين تحمل الأطفال المغاربة الذين يعانون من أمراض الدم أو السرطان.