أظهرت دراسات نشرتها مجلة نيتشر ميدسن أن باحثين إسبانيين وفرنسيين قاموا بتجربة ناجحة على فئران لعلاج الشيخوخة المبكرة، وهو مرض مستعص حاليا يؤدي إلى شيخوخة متسارعة، ويصيب نحو مائة طفل في العالم. وأعلنت الجمعية الفرنسية لمكافحة التهاب العضلات أن هذا العلاج قد يجرب قريبا على 15 من الأطفال المصابين بالمرض في أوروبا. والشيخوخة المبكرة مرض نادر يصيب الأطفال منذ الولادة. وتظهر على هؤلاء الأطفال بعض التشوهات الجسدية التي تصيب المسنين، مثل تساقط الشعر والجلد الرقيق الأجرد وتصلب المفاصل ومشكلات قلبية. ولا يتوفر أي علاج لهذا المرض إلى يومنا هذا، بينما لا يزال معدل الحياة محدودا جدا لدى هؤلاء المرضى حيث يبلغ متوسط أعمارهم 13 عاما فقط. وقام فريقا نيكولا ليفي من المعهد الوطني للصحة والبحث الطبي، وكارلوس لوبيز أوتين من كلية الطب في جامعة أوفيدو بتجربة على فئران لعلاج يرتكز على المزج بين جزيئين موجودين، يستخدم أحدهما لخفض نسبة الكولسترول في الدم وللوقاية من مخاطر الإصابة بأمراض قلبية، والآخر لمعالجةتهشاشة العظام. وتنجم الشيخوخة المبكرة عن تراكم بروتينة مبتورة هي البروجرين في الخلايا، وأكد الباحثون أن مزج هذين الجزيئين ساعد على محاربة سمية تلك البروتينة غير الطبيعية، وأدى إلى تخفيف تطور المرض وإبطائه. وخفف العلاج من أعراض المرض مثل تأخر النمو، ونقص الوزن، وتساقط الشعر، وهشاشة العظام، وزاد من معدل الحياة لدى الفئران (179 يوما مقابل 101 يوما بالمتوسط). ومن المتوقع أن تستمر التجربة السريرية على الأطفال ثلاث سنوات. لكن الدكتور ليفي قالتفي مؤتمر حول الأبحاث المتعلقة بالعضلات في مايو/أيار الماضي في مرسيليا إن العلاج قد يتابع "مدى الحياة" إن لم تظهر له انعكاسات غير مرغوبة. وقال الباحثون إن هذا التقدم يسمح أيضا بفهم أفضل لآليات الشيخوخة الطبيعية.