زعمت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية أن صفقة إطلاق سراح المواطن الإسرائيلي الذي يحمل الجنسية الأمريكية، "إيلان تشايم جرابيل"، المعتقل في مصر بتهم التجسس والعمل على إثارة الفتن بين قوات الجيش المصري والشعب، أوشكت على الإنتهاء، مشيرة إلى أن واشنطن اقترحت على مصر زيادة المساعدات الإقتصادية مقابل الإفراج عن "جرابيل"، وأنه سيعود لواشنطن خلال الأسبوع الجاري بصحبة وزير الدفاع الأمريكي "ليون بانيتا"، بعد ختام زيارته للقاهرة الثلاثاء. وأضافت الصحيفة الإسرائيلية، في صدر صفحتها الأولى الأحد، أن ملف قضية "جرابيل"، صاحب الجنسيتين الأمريكية والإسرائيلية، المعتقل لدى مصر منذ حوالي 4 أشهر، للاشتباه فيه بالتجسس لصالح إسرائيل، يشهد لأول مرة ليونة من جانب السلطات المصرية. وزعمت يديعوت أن ما قام به "جرابيل" لم يرق إلى مستوى الجاسوسية، ومن هذا المنطلق يمكن الإفراج عنه من جانب السلطات المصرية مقابل تحقيق مكاسب إقتصادية ستعود بالنفع على مصر. من جانبه، طالب الخبير الإستراتيجي الدكتور طارق فهمي، رئيس وحدة الإسرائيليات بالمركز القومي لدراسات الشرق الأوسط، مقايضة "إيلان تشايم جرابيل" بصفقة أسلحة أمريكية ومنظومات دفاعية متطورة من واشنطن، أسوة بالمعونات العسكرية التي تقدمها واشنطن لتل أبيب في هذا المجال، وقال فهمي إن تلك الأسلحة، وإن كانت قد تلقى اعتراضا من جانب اللوبي الإسرائيلي داخل الولاياتالمتحدة، إلا أنها ستكون هامة للأجيال القادمة، وفي الوقت نفسه، ستكون فرصة سانحة لمصر للحصول على تلك الأسلحة مقابل هذا الجاسوس. وعن مقايضة الصفقة بحزمة مساعدات أمريكية تقدم لمصر وخروج تلك المعونات الإقتصادية من قبضة دوائر الكونجرس الأمريكي المتشددة تجاه مصر قال فهمي إنها قد تكون فكرة جيدة، إلا أن الأفضل من هذا هو الحصول على وعود أمريكية بإقامة منطقة تجارة حرة بين البلدين، بجانب التمسك بموضوع ربط الصفقة بالمساعدات الإقتصادية كمنطقة التجارة الحرة التي تقيمها أمريكا في البحرين والأردن. وأكد فهمي على ضرورة إعادة هيكلة المؤسسات المصرية الأمريكية المشتركة التي يسودها العديد من قضايا الفساد، كالغرف التجارية الأمريكية في القاهرة المشتركة، وأن يتم ربط هذا الموضوع بصفقة الإفراج عن "جرابيل". وعن الحديث الدائر بالإفراج عن الجاسوس الإسرائيلي مقابل السجناء المصريين بالسجون الإسرائيلية، طالب فهمي بالإفراج السريع عن المصريين المحتجزين في قضايا سياسية هناك، وأن يتم إدراج هذا الأمر خلال وضع بنود الصفقة مع وزير الدفاع الأمريكي "ليون بانيتا"، الذي سيزور القاهرة يوم الثلاثاء لإتمام الصفقة. وفي السياق نفسه، رأى السفير "حسن عيسى"، قنصل مصر سابقا بإيلات، أنه من الأكرم لمصر مبادلة الجاسوس الإسرائيلي بالسجناء المصريين المحبوسين في إسرائيل على ذمة قضايا مختلفة، كما يحدث في كل دول العالم عند التفكير في الإفراج عن جاسوس لدولة أخرى. وقال عيسى، إن ربط الإفراج عن "جرابيل" بحزمة مساعدات ومعونات اقتصادية أمريكية لمصر هو أمر مهين لا يجب قبوله مهما حدث.