سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
رابطة المهندسين الاستقلاليين تنهي أشغال مجلسها الوطني – دورة الراحل محمد أمين فرجال – بوضع برنامج نضالي هام رص صفوف المهندسين الاستقلاليين وتقويتها لمواجهة كافة التحديات
اختتمت رابطة المهندسين الاستقلاليين أشغال مجلسها الوطني باتخاذ قرارات تنظيمية هامة و تدارس الأجندة النضالية المزمع اعتمادها للمرحلة القادمة وإصدار بيانها الختامي. وقد ترأس أشغال هذه الدورة التي دارت فعالياتها بالرباط يوم السبت 30 أبريل الفارط ، الأخ عبد الواحد الفاسي عضو اللجنة التنفيذية للحزب والمسؤول عن الروابط بها ، بمعية الأخ حسن الشرقاوي رئيس رابطة المهندسين الاستقلاليين و الأخ عزيز الهلالي عضو مكتبها الوطني . ومع مستهل هذه الدورة التي عرفت حضورا مكثفا لأعضائها المهندسين تم إطلاق اسم المرحوم محمد أمين فرجال عليها ، اعترافا بعطاء الرجل الذي وافته المنية مؤخرا ، و الذي كان أحد مناضلي الحزب الأفذاذ الذين لم يذخروا جهدا في الدفاع عن الحزب و برامجه في شتى المواقع ، و من بينها عضويته داخل رابطة المهندسين الاستقلاليين . كما تمت تلاوة الفاتحة ترحما على أرواح الأبرياء الذين راحوا ضحية العملية الإرهابية الغاشمة التي تعرضت لها مراكش، والتي عبر المجلس الوطني بإجماع أعضائه عن إدانته لها وشجبه القوي للتطرف والإرهاب أيا كانت منطلقاته و تجلياته . وفي كلمته التوجيهية ، أكد الأخ عبد الواحد الفاسي أن هذا الحادث الإرهابي الأليم يستهدف المسار الإصلاحي الذي انخرط فيه المغرب بقوة و عزم ، معتبرا أن ذلك لن يثني بلادنا عن المضي في مسارها التنموي و التحديثي مهما كانت التضحيات ، لما راكمته من تجربة في سياق محاربة الإرهاب و التطرف بكل أشكاله. و قال عبد الواحد الفاسي إن اجتماع المجلس الوطني لرابطة المهندسين الاستقلاليين يأتي في ظرفية دقيقة تطبعها التغييرات و التحولات الجارية في محيطنا الإقليمي و الدولي ، من شأنها أن تنعكس بشكل مباشر على المغرب رغم اختلافه الواضح عن باقي النماذج الشمولية التي رزحت تحتها دول عربية عديدة ، موضحا أن الأمر لا يتعلق باستثناء بقدر ما يرتبط بتميز للتجربة المغربية التي تبلورت على مدى عقود بفعل نضال المجتمع المغربي و قواه الحية . و قال المسؤول عن الروابط المهنية داخل الحزب إن الإصلاحات السياسية و الدستورية المرتقبة ببلادنا لم تأت نتيجة حركة من الحركات بقدر ما جاءت كتتويج ضروري لسيرورة تاريخية طويلة نسبيا ، كان للأحزاب الوطنية وعلى رأسها حزب الاستقلال نصيب الأسد في هذه النضالات و المطالبات بالديمقراطية الحق وبالإصلاح السياسي الشامل . وفي هذا الصدد، أكد الفاسي أنه لا يمكن القفز على التاريخ أو تجاوزه لفهم الحاضر، مذكرا ببعض المراحل المضيئة في تاريخ شعبنا، وبكتابات ومسار الزعيم علال الفاسي كرمز من رموز الدفاع عن الديمقراطية في أحلك المراحل و الظروف ، ككتاب – النقد الذاتي – وكتاب – مارس حقك الدستوري – الذي ألفه الزعيم قبيل التصويت على أول دستور للمملكة سنة 1962. وحول مضامين الخطاب الملكي لتاسع مارس ، شدد عبد الواحد الفاسي على وصفه بالخطاب الثوري الذي سوف يغير وجه المغرب و يضعه على طريق الديمقراطية كخيار استراتيجي لا رجعة عنه . ولم يفت الأخ عبد الواحد الفاسي أن يذكر بالنتائج الأخيرة للحوار الاجتماعي، والتي تطلبت الكثير من التضحيات من طرف الجميع، حكومة ومركزيات نقابية وأرباب عمل، داعيا في هذا السياق إلى ضرورة الإسراع بإيجاد الحلول المناسبة للملف المطلبي للمهندسين بما يستجيب لتطلعات و انتظارات هذا القطاع الحيوي. من جهته ، أكد حسن الشرقاوي، رئيس رابطة المهندسين الاستقلاليين ، أن عقد هذه الأخيرة لمجلسها الوطني يأتي في سياق مطبوع بالتحولات العاصفة ، و التي لا يخرج المهندس عن دائرة التفاعل معها على كافة المستويات ، مشددا على أن هذه الدورة تحمل رهانا أكبر و هو الخروج بمقررات ملموسة تعضد البرنامج النضالي للرابطة دفاعا عن المهندس المغربي بوجه عام . و قال الشرقاوي أن رابطة المهندسين المغاربة تتحمل بكل مسؤولية أدوارها الملقاة على عاتقها، والمتجلية أساسا في النهوض بالقطاع ومواجهة كافة الاختلالات التي تعوق تطوره، وهي لن تذخر جهدا في الدفاع عن المهندس المغربي وإسماع صوته، داعيا أعضاء المجلس الوطني إلى الإسهام الجدي كعادتهم في الخروج بتصورات ملموسة من شأنها أن تنير عمل الرابطة في قادم الأيام . وفي كلمته، توقف عزيز الهلالي عضو المكتب الوطني للرابطة عند مجمل النقاط و المحاور الأساسية للملف المطلبي للمهندسين الاستقلاليين كتنظيم مواز داخل الحزب ، معتبرا أن آخر تعديل سنة 2000 لم يرق لانتظارات المهندس ، بل اعتبرناه في حينه تراجعا عن جملة من المكاسب عودة بالملف إلى النقطة الصفر. وشدد عزيز الهلالي على أن ملف المهندسين يستند على ثلاث مرتكزات أساسية ، يتجلى أولها في وجوب اعتماد مراقبة شمولية للقطاع الهندسي ، و ضمان التكوين المستمر للمهندس باعتباره قطب الرحى في أي عملية تنموية شاملة ، مع ما يتطلبه ذلك من وقف نزيف تمييع القطاع و رد الاعتبار للمهندس المغربي . و أضاف الهلالي أن المرتكز الثاني الذي يستند عليه الملف المطلبي للمهندسين هو تنظيم المهنة و العمل على إبراز الدور الحقيقي للمهندس ، مؤكدا في هذا الصدد أنه لا خيار أمام المهندسين المغاربة سوى تنظيم المهنة على أسس سليمة و ذات فاعلية . كما تحدث عضو المكتب الوطني لرابطة المهندسين الاستقلاليين بإسهاب عن و ضعية القطاع والنقاش العام الذي بات يعبر الجسم الهندسي ببلادنا ، و على رأسه ضرورة إخراج نظام أساسي جديد للمهنة و إعادة النظر في الترقية و التقاعد . مردفا أن هناك العديد من الخطوات و التدابير التي لا تحتاج إلى إمكانات مالية بل إلى إرادة إصلاحية . بعد ذلك ، تعاقب على الكلمة أعضاء المجلس الوطني للرابطة لمناقشة التقارير المقدمة و تقديم تصوراتهم للبرنامج النضالي المرحلي المزمع تسطيره ، و أيضا لإغناء خلاصات البيان الختامي العام الذي تمت المصادقة عليه بالإجماع .