نجحت الأجهزة الأمنية بمديرية أمن الجيزة بالقاهرة في إغلاق ملف قضية مقتل مصمم الأزياء الشهير "محمد داغر" و تم التوصل لهوية القاتل والقبض عليه، وتعد تلك الجريمة هي أولى الجرائم هذا العام، وكان الضحية فيها من عالم المشاهير، حيث حظيت هذه القضية بمتابعة كافة وسائل الإعلام منذ وقوعها.. المتهم "محمد عبد المنعم فرج إبراهيم" البالغ من العمر 23 عاما، والذي كان يعمل حارس أمن سابقا بإحدى الشركات، أدلى بكافة تفاصيل الجريمة أمام اللواء "فاروق لاشين"، مدير أمن الجيزة، قائلا إنه تعرف على المجني عليه مصادفة منذ 5 شهور أثناء تواجده بمقهى داخل "كايرو مول" بالهرم وطلب منه المجني عليه مصاحبته إلى شقته وخلال تلك الفترة تقابل معه عدة مرات استضافه خلالها بشقته محل الجريمة، موضحا أنه فى يوم الحادث إتصل به داغر وطلب منه مرافقته إلى الشقة لتناول العشاء بصحبته حيث طلب "داغر" وجبتين من محل "كنتاكي" وبعد العشاء تناولا سويا بعض كؤوس الخمر.. وأضاف المتهم في إعترافاته أنه أثناء حديثهما نشبت بينهما مشادة كلامية فحاول المتهم الإنصراف و تركه إلا أن المجني عليه هدده بالإيذاء و إتهامه بالسرقة والتسبب في حبسه، مشيرا إلى أن المجني عليه تعدى عليه بزجاجة خمر، مما أسفر عن كسرها و توجه "داغر" إلى باب الشقة وأغلقه بالمفتاح و وضع المفتاح في جيبه، ثم أمسك المجني عليه مرة ثانية بكوب زجاج و تعدى على المتهم مرة أخرى محدثا إصابة بيده، وهو ما دفع المتهم لإلتقاط بقايا زجاج الكوب و التعدي على المجني عليه فأصابه و حاول الهرب إلا أن "داغر" حصل على سكين من المطبخ و حاول ملاحقة المتهم و التعدي عليه، فتمكن الأخير من السيطرة عليه و أثناء ذلك أصابت السكين رقبة "داغر" مما أدى إلى سقوطه أرضا و وفاته.. كما أوضح المتهم في إعترافاته أنه عقب سقوط المجني عليه أسرع باستبدال ملابسه الملوثة بالدماء بملابس خاصة بالمجني عليه ثم إتصل بصديق له يدعى "محمد.ب" و طلب منه الحضور لمعاونته بسبب تشاجره مع "داغر"، ثم استولى على الهاتفي المحمول الخاصين بالمجني عليه و سلسلة مفاتيحه و تقابل مع صديقه و أبلغه بارتكابه الجريمة ثم استوليا على السيارة و قادها صديقه و توجها إلى منزل الجاني الكائن بمنطقة "المنيب" و استبدل ملابس المجني عليه عقب الجريمة، ثم تخلص منها صباح اليوم التالي بترعة "الزمر"، و ترك السيارة أمام مسكن صديقه و أعطاه الهاتفين و طلب من أحد جيرانه و يدعى "محمد.ن" صاحب شركة نقل و خدمات الإحتفاظ بالسيارة على سبيل الأمانة.. و أمام "محمود حلمي"، مدير نيابة حوادث شمال الجيزة، و "عبد الحميد الجرف" وكيل النيابة، بإشراف "محمد ذكري" المحامي العام الأول للنيابات، إعترف المتهم بارتكابه الواقعة و أدلى بالسيناريو الكامل لإرتكابه الجريمة و ذكر خلال اعترافاته أنه عندما صعد إلى الشقة بصحبة المجني عليه الذي كان يرتدي بنطلون "جينز" و"تي شورت" كان أحد أصدقاء "داغر" داخل الشقة فشاركهما السهرة ثم انصرف حوالي الساعة الثالثة صباحا، وعقب إنصرافه نشبت بينهما مشادة كلامية بسبب خلافات مادية مما أسفر عن تشاجرهما و مقتله، و ذكر المتهم في اعترافاته?،? أن المجني عليه وعده بأن يدخله الفن من أوسع أبوابه ليصبح نجما سينمائيا شهيرا?، و هو ما دفعه للإستمرار في صداقته طوال هذه الأشهر على الرغم من الفروق الإجتماعية و الثقافية بينهما. و أضاف المتهم أنه لم يشك لحظة واحدة في تحقيق هذا الحلم من قبل المجني عليه خاصة و أنه كان يأخذه معه للسهر مع كبار الفنانين ونجوم السينما، و أشار إلى أن علاقاته مع بعض الفنانين كانت وطيدة والبعض منهم وعده أيضا بتنفيذ حلمه الذي سوف يفتح له أبوابا كثيرة ليحصل على أموال طائلة تخرجه من المستنقع الذي يعيش فيه خاصة بعد طرده من العمل وليس له دخل، حتى أنه كان يحصل على المال من والدته الكبيرة في السن ومصدر دخل والدته هو معاش والده الذي توفي منذ سنوات و تقوم هي أيضا بالإنفاق على ابنتيها. وأوضح أنه كان يظن أن عمله الذي وعده به المجني عليه في التمثيل سوف يخرجه من ضائقته المالية ليصبح من نجوم المجتمع، خاصة وأنه بالفعل ومن خلال شهرة المجني عليه الواسعة في عالم الأزياء جعله يعمل في بعض الوقت ك"موديل إعلانات" تمهيدا لعمله ممثلا. وأضاف المتهم في اعترافاته أن المجني عليه كان يعامله برفق حتى ظن أنه أصبح صديقه، كما أنه كان يعطف عليه ويعرفه على الفنانين على أنه الصديق الوفي. كما أضاف المتهم أنه كان يحلم بهذه الشهرة، خاصة بعد أن كان يلعب بأحد أندية كرة القدم الكبرى بالقاهرة لكنه أصيب بالرباط الصليبي، مما جعل مسيرته تتوقف في المجال الكروي بعد إستغناء النادي عنه فكان المجني عليه هدفه الوحيد لتحقيق الشهرة من خلال المجال الفني الذي وعده به داغر. كما أكد المتهم أمام، أنه كان قد قرر الهروب في اليوم الثاني لارتكابه الجريمة و لكن خوفه على والدته المسنة و شقيقتيه جعله يعود إلى منزله مرة ثانية و انتظر الشرطة لتلقي القبض عليه، مشيرا إلى أنه كان سيسلم نفسه للشرطة في نفس اليوم الذي ألقي القبض عليه فيه. وأوضح المتهم أنه قضي أسوأ ليلتين في حياته، و كان لا ينام و يتخيل أن شبحا يطارده للإنتقام منه. وقد كشفت التحريات التي أشرف عليها العميدان "محمود فاروق" مدير منطقة الجيزة للأمن العام و"محمود خليل" مفتش مباحث وسط الجيزة، أن المتهم سبق قيامه بالإشتراك مع آخرين في محاولة الإستيلاء على قطعة أرض بمحافظة المنيا، وأن أجهزة الأمن كانت تبحث عنه لتنفيذ قرار النيابة بضبطه بعد محاولته الإستيلاء على هذه الأرض...كما انتقل فريق النيابة العامة بصحبة المتهم إلى الشقة محل إرتكاب الجريمة لتمثيل الجريمة وسط حراسة أمنية مشددة أشرف عليها المقدم "أحمد الوتيدي"، رئيس مباحث قسم شرطة "العجوزة" و المقدم "محمد فوزي"، رئيس مباحث قسم شرطة "الدقي"، مع تواجد عدد من أصدقاء المجني عليه، وقد تسببت سيارات الشرطة المصاحبة للمتهم فى إحداث حالة من التكدس المروري بالشارع، وتحديداً تحت العقار الذي شهد الجريمة، نظراً لكثرة أعداد سيارات الشرطة المتواجدة. وقام المتهم بإجراء وصف كامل منذ دخوله إلى الشقة وحتى إرتكابه الجريمة، فوجهت له النيابة تهمة القتل العمد المقترن بالسرقة وأمرت بحبسه 4 أيام على ذمة التحقيق. وأمرت نيابة حوادث شمال الجيزة، بعرض المتهم بقتل "داغر"، على الطب الشرعي للكشف على الإصابات التي لحقت به ولمعرفة سببها، وبيان السلاح المستخدم فيها، بالإضافة إلى الحصول على عينة من دمه لمطابقتها على الدماء التي تم العثور عليها بشقة المجني عليه، والمخالفة لفصلية دم الضحية. من جهة أخرى أقيم مساء السبت، عزاء "داغر"، بمسجد الحامدية الشاذلية بمنطقة المهندسين، وشهد العزاء حضور نسبة كبيرة من نجوم و نجمات الفن، ومنهم الفنان ماجد المصري والمطرب شادي شامل، و الإعلامي ممدوح موسى، و المطرب أحمد الشامي عضو فريق واما، و لاعب منتخب مصر عماد متعب و مصمم الأزياء العالمي هاني البحيري . كما حضر عدد كبير من الفنانات منهم غادة عبد الرازق و جومانا مراد وعبير صبري، ورانيا يوسف، و المطربة أنغام التي وقفت تواسي والد "محمد داغر"، والمطربة مي كساب، ويارا نعوم التي حضرت بصحبة خطيبها عماد متعب، وسوسن بدر ودنيا عبد العزيز ولوسي التي جلست تواسي والدة "داغر" لفترة طويلة، وحنان مطاوع ومنة فضالي وغادة رجب ومروة حسين ودينا فؤاد وهبه السيسي وإيمي وساندي وصفا تاج الدين والمطربة الشعبية أمينة وأميرة فتحي والمطربة الشعبية هدى وإنجي خطاب و دينا عبد الله وأروى جوده ،كما حضرت النجمة صفاء أبو السعود التي فاجأت الموجودين بحضورها، و جلست تقرأ في المصحف، كما قامت بمواساة ماجدة شقيقة "داغر" وجلست معها لفترة طويلة.كما حضر العزاء مجموعة كبيرة من سيدات المجتمع واللاتي كانت تجمعهم علاقة صداقة و عمل مع "داغر"، وفي نهاية العزاء قامت الفنانة دنيا عبد العزيز و معها بعض أصحاب وصاحبات "داغر" بتوزيع كتيب يحتوي على بعض الأدعية والآيات القرآنية. وفي نفس السياق صرحت مصادر مقربة من "داغر" لجريدة "العلم" رفضت ذكر اسمها أن المتهم كانت تربطه علاقة شذوذ جنسي مع "داغر" المعروف عند أصدقائه المقربين بحبه للرجال دون النساء، و هذا هو سبب العلاقة الحميمية بين عاطل و مصمم أزياء عالمي. يذكر أن الجريمة تم الكشف عنها عندما تلقى اللواء كمال الدالي، مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة، بلاغًا من شقيقة المجني عليه "ماجدة عبد الله مصطفى" مديرة معرض "داغر" بمنطقة الدقي بالقاهرة، أفادت فيه أنها عثرت على جثة شقيقها داخل شقته ملطخة بالدماء، حيث لم يكن يرد قبلها على هاتف منزله، وهاتفه المحمول مغلق، فأرسلت "عم سيد" - أحد العاملين بالأتيلييه - بعد عصر الثلاثاء الخامس من أبريل إلى منزل داغر بنسخة من مفتاح شقته كانت تحملها معها، ليجد "عم سيد" "داغر" وهو ملقى على الأرض غارقا في دماءه. وبالإنتقال إلى محل الواقعة تبين من المعاينة، التي باشرها اللواء "أمين عز الدين" نائب مدير أمن الجيزة، أن الجثة ملقاة على ظهرها بأرضية المطبخ، كما تبين وجود بقايا زجاج مكسور وعثر على بنطلون وجورب وحذاء ملوثين بالدماء وفضلات وجبتين "كنتاكي" أعلى منضدة الأريكة و اكتشف سرقة هاتفين محمول و سيارته رقم 592 ن ه س"جيب شيروكي" سوداء اللون التي كانت متوقفة أمام مبنى العمارة فتم تشكيل فريق بحث شارك فيه العميد "فايز أباظة"، مدير المباحث الجنائية والعميد "عرفة حمزة"، رئيس مباحث قطاع الشمال ورجال مباحث قسمي شرطة "العجوزة" و"الدقي" حتى تم القبض على المتهم في أقل من 48 ساعة فقط تبين إصابته بجروح باليد اليمنى و الساعد الأيسر، وخدوش برقبته إثر اشتباكه مع المجني عليه، حسب ما أوضحه المتهم في أقواله. .