واصل فريق المغرب الفاسي تألقه في بطولة هذا الموسم ، وحقق فوزا آخر خارج الميدان على حساب مضيفه شباب قصبة تادلة، في مباراة افتتاح الجولة 23 يوم الجمعة مساء بملعب الحارثي بمراكش تطبيقا لقرارات اللجنة التأديبية التابعة للجامعة الملكية المغربية لكرة القدم على خلفيات الأحداث الأليمة التي شهدتها مدينة قصبة تادلة بعد نهاية المقابلة التي جمعت شباب قصبة تادلة والرجاء البيضاوي (0-1) لحساب الدورة 22. وجرت مقابلة ملعب الحارثي تحت حراسة أمنية جد مشددة حتى وصفها البعض بالقلعة المحصنة تفاديا لكل ما من شأنه أن يعكر صفو سيرها العام علما بأن جوا من التوتر والقلق يسود الوسط الرياضي المراكشي نظرا لما اتخذته اللجنة التأديبية من عقوبات ضد فريق الكوكب المراكشي. انطلق الشوط الأول من هذه المقابلة والتي وصفت بمقابلة المتناقضات والطموحات المتباينة تحت إدارة السيد عريش من عصبة البيضاء بقوة من طرف أشبال المدرب فؤاد الصحابي الذين نزلوا بكل ثقلهم على وسط الميدان وتحقق لهم بسط سيادتهم عليه، وبكماشة من اللاعبين عرفوا كيف يشلون تحركات الفاسيين طيلة الشوط الأول ونتيجة لهذه الخطة ارتبكت منظومة مدرب المغرب الفاسي رشيد الطاوسي و حاول الخروج من هذا الحصار المضروب عليه باللعب على الأجنحة كمنطلق لعمليات كل هجماته. كما كان بإمكان لاعبي قصبة تادلة افتتاح حصة التسجيل أكثر من مرة لكن التسرع ونقص الخبرة وعدم الثقة في النفس وفي المؤهلات حرمهم من ذلك. في المقابل لم يستطع لاعبوا المغرب الفاسي رغم ما يزخرون به من إمكانيات من فرض سيطرتهم على اللعب. وكانوا في كثير من الأحيان بعيدين كل البعد عن المرتبة التي يحتلونها في سلم الترتيب، ونجت شباك الحارس عبد الرحيم أيت بولمان من محاولات حقيقية للتسجيل من طرف طلال سفيان (د1)، وكريم جوهري (د4) وحكيمي يونس (د19) ... في المقابل كانت هجمات الفاسيين محتشمة ولم تصل إلى مستوى إقلاق راحة الحارس محمد بوعميرة من طرف بوبكار سيدي كوني (د25) وفال قادر (د43). وبعد هذا المد والجزر في المحاولات استطاع التدلاويون تسجيل هدف السبق من طرف كريم وديع بضربة رأسية رائعة إثر تمريرة فوق المقاس من طلال سفيان في شباك الحارس بولمان في (د 29) (1-0). نزل هذا الهدف كقطعة ثلج على كرسي احتياط المغرب الفاسي وأسكت مدربه رشيد الطاوسي الذي ناب عن الجماهير الغائبة عن ملعب الحارثي بالصياح والعويل طيلة الشوط الأول. الشوط الثاني الذي يوصف بشوط المدربين كان هو الفصل بين الفريقين وتمت فيه كل التغييرات القانونية وكان رشيد الطاوسي قد حث لاعبيه داخل مستودع الملابس بضرورة فكر شفرة لعب دفاع قصبة تادلة. المدرب فؤاد الصحابي كذلك حث لاعبيه على مزيد من الجهد والتركيز وعدم الاستعانة بالخصم لكن للأسف الشديد لاعبي قصبة تادلة مع توالي فترات اللعب عانوا كثيرا من ضعف اللياقة البدنية وهبط مستواهم التقني وانعدم تركيزهم... مما سهل المأمورية على أصدقاء الحارس عبد الرحيم أيت بولمان حيث مارسوا ضغطا مسترسلا منذ الدقائق الأولى ونظموا هجومات خطيرة ومتوالية على مرمى محمد عميرة. أتت إحداها أكلها بواسطة ضربة جزاء في (د 57) على إثر لمس الكرة يد بنحمص خليل وسط مربع العمليات، نفذها بنجاح طارق السكيتيوي لتعود المقابلة إلى نقطة الصفر (1-1)، وليعود الأمل من جديد إلى صفوف المغرب الفاسي عكس ذلك دب شيء من الإحباط في نفوس التدلاويين والذي لم يستغله سمير الزكرومي بقذفة رأسية مركزة في (د 68)، لكن كذلك الحارس محمد بوعميرة كان في مستوى الحدث. ولم تسلم جرة هذا الأخير في (د 75) بواسطة قذفة رأسية بديعة من طرف اللاعب حمزة بورزوق (1-2). في حين غابت كل محاولات التسجيل لفريق قصبة تادلة خلال هذا الشوط نتيجة الجهد والحماس الذي قدموه خلال الشوط الأول وليعلن الحكم السيد عريش الذي كان تحكيمه بالمناسبة متوسطا عن نهاية المقابلة في جو رياضي بديع بين الفريقين بعد أن أشهر 4 بطاقات صفراء لكل من بنحمص خليل وجهوري كريم من قصبة تادلة، ومصطفى لمراني وحمزة حاجي من المغرب الفاسي.