قال خالد الناصري، وزير الاتصال، الناطق الرسمي باسم الحكومة المغربية، إن المغرب يتابع عن كثب التطورات المعقدة جدا في ليبيا بما يلزم من الدقة، وذلك وفق ضوابط أساسية، وعلى رأسها، عدم التدخل في الشؤون الداخلية لهذا البلد". وأوضح الناصري، في معرض جوابه على أسئلة الصحافيين، في مؤتمر صحفي عقده، عقب انتهاء أشغال المجلس الحكومي، أول أمس الخميس بالرباط، أن الدبلوماسية المغربية تشتغل في نطاق ضوابط أساسية ، وفي مقدمتها عدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول والشعوب. ووصف الناصري، الاحتقان السياسي الجاري في ليبيا، بين " ثوار"، و"أجهزة نظام الجماهيرية، بقيادة العقيد معمر القذافي، بالأمر الداخلي ، حيث "لن نسمح لأنفسنا بأن نتدخل فيه"، رغم تذبذب مواقف الجماهيرية الليبية الاشتراكية، فيما يخص الوحدة الترابية للمغرب، وخاصة بالأقاليم الجنوبية. وأكد الناصري أن مواقف الجماهيرية الليبية، كانت تتسم لعدة عقود بنوع من التعقيد، وفي بعض الحالات الوضوح غير المتكامل في تعاملها مع قضية الوحدة الترابية للمغرب، حتى وإن ظلت تعترف بما يسمى جمهورية الوهم ، أي جماعة البوليساريو. بيد أن الناصري قال "حتى إن ظلت ليبيا معترفة بالجمهورية الوهمية، فإنها عملت على أن لا تحرك دينامية "نضالية" ضد الوحدة الترابية للمغرب ، لأنها عملت على أن تحافظ على علاقات ود وأخوة واحترام متبادل معنا". وفي سياق متصل كشف الناصري عن آخر مستجدات إجلاء الرعايا المغاربة المقيمين بليبيا، مبرزا أن المجلس الحكومي، الذي انعقد برئاسة عباس الفاسي الوزير الأول استمع إلى عرض قدمه الوزير محمد عامر، المكلف بالجالية ، أكد فيه إجلاء 9 آلاف مواطن ، بينهم 5100 عبر النقل الجوي ، و4 آلاف بواسطة سفينتين، ولم يوضح كيفية التعامل مع العدد المتبقى والمتراوح، حسب إحصائيات رسمية بين 60 و75 ألف ، إلى100 آلاف باحتساب غير المسجلين في القوائم الرسمية. لكن الناصري سجل أن الوزير عامر، جدد التأكيد على جهود مصالح وزارته في هذا الشأن، حيث تظل يقظة ومعبأة لتيسير عملية عودة المغاربة، إنطلاقا من ليبيا، وتونس، ومصر. وفي سياق آخر، قال الناصري إن المغرب يرحب بعودة نوع من الدفء إلى العلاقات الجزائرية المغربية ، عبر توقيع اتفاقية تخص الغاز الطبيعي ، لكنه أوضح أن هذا المؤشر السياسي ، لا يرقى إلى مستوى القرارات على أرض الواقع مثل فتح الحدود البرية ، التي سيستفيد منها الشعبان معا، وليس فقط الشعب المغربي كما يروج له من قبل البعض، لكون مثل هذه القرارات السياسية، هي بمثابة جرعة إضافية من الأوكسجين ، التي ستغذي رئة المغرب العربي كي تتنفس الإزدهار. واستغرب الناصري لتصرف الأطراف الأخرى في المفاوضات التي جرت في مالطا، حيال ملف الصحراء، إذ أكد تهرب البوليساريو من مناقشة ملف حقوق الإنسان، لأن قادتها يعلمون جيدا الخروقات المرتكبة في تندوف بالجزائر، مضيفا أن الذي يريد معرفة المزيد عن وضع الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان ، عليه زيارة مدينة تندوف بالجزائر.