تناول استطلاع للرأي أنجزه المعهد الفرنسي لفائدة الجريدة الفرنسية، وجهات نظر عينة من المواطنين الفرنسيين والألمان حول عدة قضايا مرتبطة بحضور الإسلام في هذين البلدين ومدى اندماج المسلمين في المجتمعين الفرنسي الذي يضم أكبر جالية إسلامية في أوروبا، بين 6 و5 ملايين مسلم، و المجتمع الألماني الذي يضم حوالي 4 ملايين مسلم. وحسب تقرير كتبه محمد الصيباري حول الموضوع فإن التمركز القوي للمسلمين في المجتمعات الأوروبية، خلف نقاشات عديدة حول «محاسبة» الإسلام مع الديمقراطيات الغربية. وفي الأشهر الأخيرة غذى حضور المسلمين خطابا تبنته أحزاب اليمين المتطرف الأوروبي يندد بأسلمة الدول الأوروبية. بهذه العبارة افتتحت الجريدة الفرنسية الواسعة الانتشار «لو موند» على موقعها الإلكتروني، مقالها المتعلق باستطلاع للرأي أنجزته بعنوان «نظرة متقاطعة لفرنساوألمانيا حول الإسلام». وبحسب استطلاع الرأي الذي شارك فيه من فرنسا 809 أشخاص من مختلف المناطق الفرنسية و801 من الألمان، فإن 24% من الفرنسيين و40% من الألمان يرون بأن حضور الجالية المسلمة في بلدانهم يشكل تهديدا لهويتهم الوطنية، بينما يرى فيه 22% من الفرنسيين و24% من الألمان، عاملا للإثراء الثقافي. وبخصوص مسألة اندماج المسلمين أو ذوي الأصول الإسلامية في المجتمعين الفرنسي والألماني، فقد اعتبر 68% من المستطلعة أراؤهم في فرنسا أن المسلمين لا يندمجون في مجتمعهم، بينما بلغت النسبة في ألمانيا 75% من مجموع المستجوبين، حيث اعتبر 61% من الفرنسيين الذين يرون عدم اندماج المسلمين، أن السبب يعود بالدرجة الأولى إلى رفضهم (المسلمون) لفكرة الاندماج، وهو نفس السبب الذي أكده 67% من الألمان. وفي معرض إجابتهم على سؤال بخصوص الفكرة التي يحملونها عن الإسلام، عبر %31 من المستجوبين الفرنسيين على أن الإسلام يرفض القيم الغربية وأجاب 34% من الألمان بنفس الجواب، ولم تتجاوز نسبة الألمان والفرنسيين التي تربط بين الإسلام والعنف 7% و6% على التوالي. مسألة أخرى بدأت تحظى باهتمام بالغ في المجتمعات الأوروبية تلك المتعلقة ببناء المساجد، هل أنت مع أم ضد أم لا تهتم لبناء المساجد في فرنسا / ألمانيا عندما يطلب ذلك المسلمون؟ كان هذا سؤال المعهد الفرنسي للرأي العام، وأجاب 39% من الفرنسيين و50% من الألمان بمعارضة بنائها، ولم يتجاوز عدد الموافقين على بناء المساجد بين الفئة المستجوبة من الفرنسيين 20% و18% من الألمان، بينما بلغت نسبة اللامهتمين 34% في فرنسا و24% في ألمانيا. وإذا كان النقاش قد احتدم في أوروبا حول ارتداء الحجاب وبروز قوانين تمنعه في الأماكن العامة في عديد الدول الأوروبية، يبدو أن المواطن الفرنسي وكذا الألماني يعارض ارتداء هذا الرمز الديني خصوصا في المدارس العمومية، إذ أبرزت الإحصائيات أن 90% من الفرنسيين الذين شملهم الاستطلاع يرفضون ارتداء المسلمات للحجاب في المدارس العمومية، بينما تنخفض النسبة قليلا في ألمانيا لكنها تظل مرتفعة إذ بلغت 70%. ولم يقتصر هذا الاستطلاع الذي طلبته جريدة لوموند فقط على مظاهر الحياة الاجتماعية للمسلمين في المجتمعين الفرنسي والألماني لكنه شمل أيضا مجال الحياة السياسية، سؤال مباشر حول رفض أو قبول التمثيلية الإسلامية في الحقل السياسي، أجاب عنه بالرفض أزيد من ثلثي الفرنسيين المشاركين في الاستطلاع (74%)، الأمر هذه المرة اختلف في ألمانيا التي عبر 44% من المستطلعة آراؤهم فيها عن عدم رفضهم لتمثيلية المسلمين في الحقل السياسي، بل وقبل 49% انتخاب عمدة لمدينته من أصل مسلم، في حين لم يمانع 52% من الفرنسيين من انتخاب عمدة من مسلم للمدينة التي يقيمون بها.