قدر مدينة ازيلال النائمة وسط جبال الأطلس الكبير الأوسط، مدينة النضال والمقاومة أمثال المقاوم احمد الحنصالي وحمان الفطواكي الذين جاهدوا في سبيل هذا الوطن الحبيب ، مدينة يتواجد نصف رجالها بالصحراء المغربية ،فكلما دعا داعي الوطنية كانت المدينة في مقدمة المستجيبين لنداء المقدس بدماء عزيزة والقلوب مملوءة بالإيمان ، مصداقا لقوله تعالى « ولاتحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا ،بل أحياء عند ربهم يرزقون « ،فكان الدور هذه المرة على ناجح محمد بن احماد من مواليد 1970 دوار اتفن ايت عباس ازيلال من والديه احماد بن موح وفاطمة بنت احساين ، ضمن صفوف القوات العمومية ولرد بعض دين هذا الوطن الحبيب ،غير أن أيادي الشر الذي كانت تتربص في جنح الظلام امتدت إليه بالغدر في مدينة العيون، لم يكن إلا الأخ الأصغر والمعيل الوحيد لأسرة تتكون من والده الشيخ المسن وأم تقعد فراش المرض وزوجة وثلاثة أبناء صغار فاطمة ثلاثة سنوات ومحمد سنة وثلاثة أشهر وجنين في أحشاء الزوجة ، ازداد ناجح محمد بن احماد ذو الأصول الأمازيغية بجماعة ايت عباس إقليم ازيلال سنة 1970 قبل أن يلتحق بسلك القوات العمومية ،بعد فترة تدريبية سينتقل الى العيون ،ويقضي بها مدته الى أن بلغت الى حدود اليوم 19 سنة من العمل ضمن القوات العمومية, تم يوم الخميس الماضي دفن جثمان شهيد الواجب ناجح محمد بن احماد واحد من أفراد القوات العمومية، بمقبرة «ايت بودون» بمدينة ازيلال. وكان ناجح لقي حتفه اثر أحداث العيون على أيدي الانفصاليين عندما كان يؤدي واجبه الوطني في تطويق أحداث الشغب والتخريب التي اندلعت يوم الاثنين الماضي. وحضر مراسيم تشييع ناجح محمد غفير من أهله وأصدقائه وسكان مدينة ازيلال الذين جاءوا ليلقوا النظرة الأخيرة على ابن المدينة. كما حضر مراسيم تشييع الجنازة نجيب منير الكاتب العام للعمالة ورئيس الشؤون الداخلية للعمالة، إضافة الى ضباط كبار من القوات المساعدة والوقاية المدنية ورئيس المنطقة الإقليمية للأمن الوطني والقوات العمومية ورئيس المجلس الإقليمي ، الى جانب حشود كبيرة من أهله وجيرانه وأصدقائه وزملائه وفي تصريحات ل « المجتمع الملالي «اجمع كل من حضر جثمان شهيد الواجب الوطني انه كان قيد حياته حلوقا محبوبا وكان مخلصا في عمله الى ان استشهد أثناء أداء مهامه . وقد شكل أخر اتصال له بوالده في مدينة ازيلال، مساء يوم السبت الماضي اللحظة الأخيرة التي ستبقى خالدة في ذاكرة والده ما بقيت على قيد الحياة .فقد طلب الابن في هذا الاتصال تقول مصادر عائلية في لقاء مع «الجريدة «من والده أن يتصل بأخيه الأكبر لشراء بعض الملابس الجديدة التي يحتاجها ابناه وزوجته وأضحية العيد، لأنه لن يتمكن قضاء عطلة العيد مع عائلته، إلا أن القدر أراده أن يكون شهيد الواجب من اجل تحرير المواطنين من مليشيات الانفصاليين ويحكي والده أن ابنه نجاح سعيد في عمله ،وانه تم تكليفه رفقة عدد من زملائه بحراسة مخيم «اكديم ايزيك « والسهر على امن وسلامة من هم داخله من المغاربة الصحراويين. لكن في ليلة الاثنين الموالي، سيتلقى الأب خبرا جللا نزل على الأسرة كالثلج ،فقد اخبر من طرف عنصر من المستشفى العسكري الثالث بالعيون أن ابنها «نجاح محمد « أصيب في أحداث العيون إصابة بليغة لقي على إثرها حتفه . أجابه الأب وهو شيخ مسن بثبات ودموع «افتخر بأنني قدمت ابني فداء للوطن. ومباشرة بعد أن شاع خبر مقتل «نجاح محمد «بين عائلته الكبيرة وبين الجيران أسرته وبين أصدقائه في زنقة « بودون « وفي سائر أنحاء بلدته الصغيرة بجماعة ايت عباس وازيلال تحول منزل أسرة « نجاح «الى محج لمئات المعزين، إذ استقبل المنزل ليلة الاثنين وطيلة يومي الثلاثاء والأربعاء والخميس المئات منهم ،قدموا من ايت عباس وازيلال وايت أمحمد وقد تلقت الأسرة أيضا تعزية رسمية من عمالة إقليم ازيلال وتعزيات من عدد من مسؤولي مدينة ازيلال.