لا تأْبَهٌ الأشجارٌ بشحوب وٌريْقاتها ولا بما تمضي به الرياح من أزهارها ولا ترثي سقوطَ ثمراتِها ولا تصدُّ قاطفا أو لائذا بفيئها ولا بخصبِ أوْ شُحِ المواسمْ، وما يٌحزنها إلا انصرافُ سِْربِ الطير عن أغصانها في آخر الخريف ونهاية الولائمْ . تُحب الشمسَ قدْر ما يؤنسها تنفسُ الطيور في أعشاشها في ليل الصمتِ الحالمْ تحنُّ للأمطار وتُراقِصٌ العواصف وتعشق الأنداء وتُعطِّر الهواء وتملأ الخلاءَ بالمَلاء، تشيِّع الرياح لتستقبل الرياح بفرحة الحضور في الوجود، تذاعب الترابَ بجذورها الخبيرة وتستذرٌّ النسغَ للوريقةِ التي أطلت بغتةً واستوعبت معادلاتِ الضوء والهواء وتاقت لنصيبها من نسغ الجذر الدافئ. تصغي الأ شجارٌ لحوار كائنات الليلِ وكلامِها القديم وترقبُ النجومَ وتؤوِّل الومْضاتِ والغواشي تستوعب الحياة بالسكوت عن أسرارها وتقْطع الزمانَ بتجاهل الأحقاب والأجيال ودورة النشوء والتلاشي . غشت 2010