يبدو أن مسلسل الفضائح ببلدية بني أنصار لم يتوقف بعد، هذا ما تؤشر عليه كل ردود الفعل ومعلومات أكدها أكثر من مصدر بخصوص التدبير المزاجي و التخبط الكبير الذي تعرفه مصالح بلدية بني أنصار التي خضعت لاندماج مع جماعة فرخانة إحدى المناطق الحدودية مع مليلية المحتلة. وتشير مصادر من داخل المجلس أن نقاشا ساخنا و صراعات بين مكونات الأغلبية في الكواليس حول العديد من الملفات الحساسة أبانت عن فشل المجلس في معالجتها بالشكل المقبول لا سيما وأن بني أنصار تعد قطبا حضريا و تجاريا يعول عليه للعب أدوار اقتصادية كبرى تصطدم مع مستوى من التسيير الضعيف و غير القادر على مواكبة التوجهات الكبرى للحكومة في مناحي مختلفة. فلا حديث بين ردهات المجلس سوى عن الاعتمادات المالية الهامة التي استفادت منها البلدية في إطار مشاريع لا تزال تصطدم بالعديد من العراقيل في طليعتها مشروع إعادة هيكلة شوارع و أزقة المدينة البالغ اعتماده 3.5 مليار سنتيم و نصف مليار سنتيم لإنشاء سوق نموذجي بالإضافة إلى 90 مليون سنتيم سبق أن أدرجت كميزانية لبناء دار للشباب أصبحت اليوم عبارة عن حلم و مجرد حديث يتداول بين المقاهي ووسط الجمعيات التي تترقب انطلاق المشروع إلى جانب القاعة المغطاة التي أكد أكثر من مصدر من داخل المجلس أنها مشروع لا تزال أسباب عدم تفعيله مجهولة، كما تم تغييبه عن جداول أعمال دورات المجلس التي تحولت إلى مناسبة لتمرير مقررات و الخوض في نقاشات لا تنعكس على أرض الواقع بل تحولت إلى فضاء لتصفية الحسابات بما لا يشرف بلدية من حجم بني أنصار التي تعد واجهة استراتيجية و بوابة نحو أوربا. وأمام سوء التدبير و التلاعبات التي حملتها مشاريع موزعة بين مناطق متفرقة بتراب البلدية يتابع الرأي العام المحلي باستياء سلوكات بعض الأعضاء المكلفين بمهام تدبير مصالح حيوية بالمجلس، حيث يغيب التواصل و تحسين الخدمات في غياب موظفين عن مكاتبهم وما يترتب عن ذلك من طول الانتظار و ضياع مصالح المواطن، فيما ذهب متتبعون إلى أبعد من ذلك حيث يتحدثون عن تلاعبات مفضوحة رافقت بعض الأوراش المنجزة مثل سوق باريتشينو الذي عول عليه للعب دور اقتصادي و اجتماعي بين العشرات من الأحياء الواقعة على الشريط الحدودي و ظل مغلقا لأسباب ترجعها الساكنة إلى صراعات شخصية تمتد خيوطها إلى فترة الانتخابات الجماعية السابقة وليست بريئة أيضا من احتمال نوايا لجعل المشروع صفقة تعود بأموال على بعض الأطراف. نفس الشئ بالنسبة للقنطرة الواقعة على واد أوشن التي لا تستجيب للمعايير التقنية و الهندسية في ظل طبيعة وعرة و انحدار قوي يرافقه انجراف للتربة و سيول قادمة من مرتفعات كوركون، كما أن قناة تصريف المياه التي أنشئت على طول يتجاوز 10 كلم تعتبر علامة بارزة تكشف حجم اللامبالاة و انعدام المتابعة و مراقبة عملية بناءها مما حولها إلى قناة عادية سرعان ما تملأها الأتربة فتعود بني أنصار إلى سابق عهدها كمستنقع و حوض مائي إبان فترات الأمطار يعيق الحركة التجارية في اتداه الميناء و المنشئات الصناعية المتواجدة بمحيطه. أما بالنسبة لقطاع النظافة فيعتبر المشكل الأبرز الذي يشغل بال الرأي العام المحلي ببني أنصار و فرخانة حيث لا تزال الشركة المستفيدة من تفويت خدمات القطاع تتخبط في ممسلسل من المشاكل و الهفوات المتعلقة بانعدام رؤية شاملة تضع في برنامجها الحد من التفاوت المسجل بين الأحياء من حيث النظافة و انتشار نقط سوداء دون مراعاة لبنود دفتر التحملات الذي منحها امتياز الاستفادة من تدبير خدمة النفايات بالعديد من جماعات و بلديات إقليمالناظور في إطار صفقة وصفت بالكبيرة جدا.