تسود أجواء الترقب والحذر مدينة أيودا الهندية بعد يوم من صدور حكم قضائي بتقسيم موقع مسجد بابري التاريخي الذي دمره الهندوس عام 1992، بين المسلمين والهندوس. وتبلغ مساحة الموقع 25 هكتارا. وأعيد افتتاح المدارس والمحال التجارية في أيودا ، وسط تواجد كثيف لقوات الشرطة التي اقترب عددها من ربع مليون جندي، خشية اندلاع عنف طائفي في المدينة التي تبعد 550 كلم إلى الشرق من العاصمة نيودلهي. ووضعت القوات الحكومية في حالة تأهب قصوى، وقال قائد الشرطة في المدينة، آر.كي.أس راثور، إنه لم يحدث أي صدامات بين الجانبين، بينما يستعد كل من المحامين المسلمين والهندوس إلى استئناف الحكم أمام المحكمة الهندية العليا. وقال رئيس منظمة «هندو رام جنام بومي» الهندوسية ، نريتيا غوبالداس مهاراج، إن «المحكمة احترمت العقيدة الهندوسية، ولكننا سنرفع القضية إلى المحكمة العليا.. المعركة لم تنته، وسنسعى للحصول على الأرض التي منحت للمسلمين». ويزعم القوميون الهندوس أن مسجد بابري، الذي بناه الإمبراطور المغولي، بابر، في القرن السادس عشر، أقيم في موقع معبد يقدس ربهم «راما. «وقال المحامي المدافع عن الهندوس، رافي شنكر براساد، إن المحكمة قررت تقسيم الموقع، وسيتم اتخاذ القرار بشأن التقسيم في غضون ثلاثة أشهر. وذكر محام يمثل لجنة عمل مسجد بابري المسلمة، أن الحكم مخيب جزئيا للأمل، في حين رحبت مجموعة هندوسية تسعى إلى بناء معبد فوق الموقع بالقرار. ويضم الموقع المتنازع عليه ، بقايا مسجد دمره عام 1992 متطرفون هندوس، مما أدى إلى أعمال عنف طائفية هي الأعنف منذ استقلال الهند عام 1947. وقتل ألفا شخص خلال هذه الاضطرابات، معظمهم مسلمون، والموقع مغلق منذ عام 1992 ، وتحرسه قوات من الجيش. وشهدت الهند وجارتها باكستان، اللتان ولدتا من قرار تقسيم شبه القارة الهندية في عهد الإمبراطورية البريطانية عام 1947، مواجهات دينية أسفرت عن سقوط عدد كبير من القتلى قد يصل إلى مليون شخص. ولم تشهد الهند مواجهات عنيفة بين الهندوس والمسلمين -أكبر أقلية دينية هندية- منذ عام 2002، عندما تواجهت المجموعتان في ولاية غوجارت، الواقعة غرب البلاد.