استطاعت عناصر فريق اتحاد الفتح الرياضي أن تكون ندا قويا لفريق زاناكو الزامبي، وكادت بقليل من الحظ أن تخرج فائزة في هذا اللقاء الحاسم، الذي جمع الفريقين يوم السبت بلوساكا، ضمن الجولة الخامسة من منافسات ربع نهاية مسابقة كأس الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم (المجموعة الثانية). فبفضل التعادل الثمين الذي حققه الفريق المغربي خارج قواعده أمام فريق زاناكو الزامبي (1-1)، تمكن من التأهل إلى المربع الذهبي وتصدر مجموعته بعشر نقاط. وبهذا التأهل فند اتحاد الفتح الرياضي كل التكهنات التي كانت تعتبره «الحلقة الأضعف» في المجموعة وقبل ذلك تجاوزه لفرق عتيدة منها حامل اللقب سطاد مالي . ويطمح فريق الفتح، الممثل الوحيد للكرة المغربية على الواجهة الإفريقية بعد خروج كل من الجيش الملكي والرجاء البيضاوي والدفاع الجديدي من الإقصائيات، إلى إعادة سيناريوهات الكوكب المراكشي (1996) والرجاء اليضاوي (2003) والجيش الملكي (2005) التي توجت بهذه الكأس القارية. فمع بداية المباراة سارعت عناصر الفريق المغربي التي دخلت عاقدة العزم على الخروج بنتيجة إيجابية تعيد للكرة المغربية بريقها وهيبتها ، إلى إحكام سيطرتها على وسط الميدان والضغط على دفاع الفريق الزامبي الذي اضطر إلى اللجوء إلى التمريرات الطويلة، محاولة منه في الوصول إلى دفاع فريق اتحاد الفتح الذي سد كل المنافذ وطبق حراسة لصيقة على حامل الكرة. ونجح المدرب عموتة في النهج الذي رسمه للاعبي فريقه خلال هذه المباراة والذي تجلى في تهدئة اللعب في محاولة منهم لامتصاص حماس اللاعبين الزامبيين مع اللجوء إلى الحملات المضادة. وبادرلات عناصر الفتح الرياضي إلى تهديد مرمى الحارس الزامبي بشكل جدي اعتبارا من الدقيقة 29 حيث أهدر هشام الفاتحي هدف السبق غير أنه فقد توازنه، وقبلها بدقائق كاد حمودة بنشريفة صمام أمان الدفاع المغربي أن يفتتح حصة التسجيل بقذفة قوية كادت أن تباغث الحارس الذي كان خارج عرينه لكن الكرة اعتلت المرمى بسنتيمرات، كما أهدرت فرص أخرى إما بسبب التسرع أوعدم التركيز في التصويب في الوقت المناسب . ومع انطلاقة الشوط الثاني وعلى إثر هجوم مضاد باغث فريق الفتح الرياضي خصمه بهدف في الدقيقة 51 بواسطة اللاعب الحسين يوسوفو الذي سدد بقوة بعد اختلاط أمام المرمى معلنا هدف السبق الذي أعطى شحنة قوية لأصدقائه. وبعد هذا الهدف انتفضت العناصر الزامبية وأصبحت أكثر احتكارا للكرة وخلقت العديد من الفرص، لكنها كانت تهدر إما بسبب التسرع أو تثاقل بعض اللاعبين في التمريرات وكذا التدخلات الناجحة للدفاع المغربي بواسطة كل من العميد حمودة بنشريفة وعبد الفتاح بوخريص والحارس المتألق عصام بادة الذي تمكن بنجاح من صد كل المحاولات. ومع توالي الدقائق حاولت العناصر المغربية الوصول إلى مرمى الخصم لإضافة هدف الإطمئنان، الذي كاد أن يأتي في الدقيقة 65، وفي هذا الوقت ازداد الضغط على اللاعبين الزامبيين الذين كثفوا من محاولاتهم وإندفاعهم نحو الهجوم في محاولة لإدراك التعادل بلجوئهم إلى القذف من بعيد والتسربات عبر الأجنحة. ولم تذهب المناروات التي كان يقوم بها فريق زاناكو سدى بل أثمرت هدف التعادل في الدقيقة 74 بواسطة سيمون سيلينا، ألهب حماسهم وزادهم ثقة في أنفسهم . وعانى الدفاع المغربي كثيرا في الدقائق الأخيرة، لكنه نجح في امتصاص الضغط الذي فرض عليه وحافظ على نقطة التعادل التي أهلته إلى المربع الذهبي. وأكد الحسين عموتة ، مدرب اتحاد الفتح الرباطي ، أن بلوغ فريقه دور نصف النهاية لأول مرة في تاريخه يعد «تشريفا لكرة القدم المغربية وتجسيدا لعودتها إلى الواجهة الإفريقية على مستوى الأندية «. واعتبر عموتة، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن فريقه، الذي كان يكفيه التعادل في لوساكا أمام زاناكو الزامبي برسم الجولة الخامسة وما قبل الأخيرة من كأس الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم ( المجموعة الثانية ) خاض «مباراة بطولية» من أجل العودة ببطاقة العبور إلى المربع الذهبي ليكون أول المتأهلين لدور نصف النهاية . وقال عموتة «إن فريق الفتح ،الذي عاد في الجولة الرابعة بنتيجة الفوز من الإسكندرية على فريق حرس الحدود (2-1) لعب بخطة هجومية بحثا عن هدف السبق، وهو ما تأتى له لكن سجل بعض الفتور في آدائه في ما بعد وهو ما سمح للفريق المضيف بتوقيع هدف التعادل ،وهو التعادل الذي اعتبره بطعم الفوز « . وأضاف عموته أن اتحاد الفتح سيسخر كل الجهود من أجل مواصلة المشوار والذهاب بعيدا في هذه الكأس التي يرجع آخر فوز مغربي بها إلى عام 2005 بواسطة فريق الجيش الملكي . ويرى عموتة أن مباراة الجولة السادسة والأخيرة التي سيستضيف فيها الفتح الرباطي النادي الصفاقسي التونسي المتوج بهذه الكأس ثلاث مرات وإن كانت شكلية بالنسبة للفريق المغربي فإنها ستكون «مباراة رد الاعتبار «بدليل أن الفريق التونسي كان قد فاز على الفتح ذهابا 3-0 ، وبالتالي فإن الفريق المغربي سيعمل على تحقيق الفوز للحفاظ على صدارة ترتيب المجموعة . وخلص الحسين عموتة إلى أن النتائج الإيجابية التي حققها اتحاد الفتح على واجهات البطولة وكأس العرش وكأس الكونفدرالية الإفريقية « أعطتنا مزيدا من الثقة في النفس وفي المؤهلات والإمكانيات التي نتوفر عليها لبناء فريق قادر على المنافسة ومقارعة الخصوم، فريق سيقول كلمته في المستقبل القريب «.