رفع العشرات من المواطنين شعارات منددة بجبهة البوليساريو، ومخابرات الجزائر، كونها المسؤولة عن إختطاف، مصطفى سلمة ولد سيدي مولود، المفتش العام لشرطة البوليساريو، الذي عبر عن رايه في مساندة مقترح المغرب الرامي إلى تطبيق الحكم الذاتي في الصحراء، كحل سياسي واقعي، يدخل في نطاق تقرير المصير، والمبني على منح صلاحيات واسعة لسكان الصحراء في تدبير شؤونهم بأنفسهم في ظل سيادة المغرب على كافة أراضيه. وندد المحتجون، أمام مقر هيئة الأممالمتحدة وسفارة الجزائربالرباط، مساء أول من أمس، الثلاثاء، بالوضع المزري الذي يعيش في كنفه المواطنون المحتجزون، في مخيمات تندوف. وطالب المحتجون السلطات الجزائرية، باعتبارها دولة ذات سيادة على إقليم تندوف، الموجود في الجهة الغربية، السماح للمفوضية العليا للاجئين بإحصاء سكان المخيمات، ومنحهم الحق في التنقل بالاختيار بين البقاء في المخيمات، أو مغادرتها نحو بلدهم المغرب، أو إختيار أي بلد آخر، مؤكدين ان الاختطاف الذي قامت به مخابرات الجزائر، ومعها بعض قادة جبهة البوليساريو، لن يثني المجتمع المدني المغربي بكافة أطيافه بالمطالبة بإطلاق سراح ولد سيدي مولود فورا، حيث قدم المسؤولين عن المنتدى العالمي للتضامن الانساني والمستقبل برئاسة الدكتور تقي الله ماء العينين، وجمعية الجهوية المتقدمة والحكم الذاتي بجهة وادي الذهب الكويرة، برئاسة أحمد الصلاي، راعيتي الاحتجاج، رسالة إلى ممثلي هيئة الأممالمتحدة وممثلي سفارة الجزائربالرباط. ولقي النداء الذي وجهته الجمعتان، ترحيبا من قبل أزيد من 50 جمعية أخرى، حضر بعض رموزها في الوقفتين الاحتجاجيتين للتعبير عن التضامن الانساني مع ولد سيدي مولود، وللتنديد بخروقات حقوق الانسان، المرتكبة في المخيمات من قبل قادة جبهة البوليساريو ومخابرات الجزائر. وقال الصلاي في تصريح ل « العلم»، إن جمعيته وقعت ميثاق تعاون مع جمعيات أخرى، ناشطة في مجال الدفاع عن حقوق الإنسان والتنمية، ودعم الحكم الذاتي، من أجل أولا المطالبة بإطلاق سراح ولد سيدي مولود، فورا، باعتباره شخصا ذهب ضحية التعبير عن رأيه، وثانيا من اجل فضح مناورات قادة جبهة البوليساريو، ومعها حكومة الجزائر، الذين يدعون ان السكان بجهة وادي الذهب لكويرة، ضد الحكم الذاتي، ومع الانفصال، وهو أمر مخالف للواقع. وأكد الصلاي، قائلا» إن جبهة البوليساريو لا تمثل الصحراويون حتى تتحدث باسمهم، فنحن مع الحكم الذاتي». ومن جهة أخرى، قالت نعيمة لكحيلة، الكاتب العام لجمعية تجديد المرأة الصحراوية « إن الحل الوحيد للنزاع في الصحراء الذي دام أزيد من 35 سنة، هو الحكم الذاتي، ولا حق للجزائر في التدخل في شؤون سكان الصحراء، بينهم من يعيش في ظروف مزرية بالمخيمات، حيث يتاجر بهم من اجل جمع التبرعات، وكأن الصحراوي بدون كرامة، وهذه هي الصورة التي تروجها مع كامل الآسف الجزائر، وعملاؤها في جبهة البوليساريو». وفي سياق متصل، أدانت الجمعية المغربية لحقوق الانسان، الاعتقال التعسفي الذي تعرض له ولد سيدي مولود، مؤكدة أنه مخالف لحرية التعبير، وخرق سافر لحقوق الانسان، وطالبت الجمعية المغربية لحقوق الانسان، وهي منظمة غير حكومية، في بيان ، توصلت « العلم» بنسخة منه، قيادة جبهة البوليساريو بالإفراج الفوري عنه ، وباحترام حقه في التعبير السلمي عن آرائه السياسية، وتوفير شروط وضمانات الحق في محاكمته محاكمة عادلة، في حال تحريك أية متابعة ضده. وإلتمست الجمعية المغربية لحقوق الانسان، من خاطفي ولد سيدي مولود، إحترام حقه في التنقل، الحر من وإلى المخيمات بتندوف، وحقه في السلامة الجسدية، والأمان الشخصي وفي التعبير الحر عن آرائه.