رفض رئيس الحزب الشعبي الإسباني مانويل راخوي التعليق على رسالة الأمين العام لحزب الاستقلال الأستاذ عباس الفاسي التي كانت قد نددت بالزيارة التي قام بها المسؤول الإسباني إلى مدينة مليلية المحتلة، وإن كان قدم زيارته للمدينة السليبة بيوم واحد عن موعدها حتى لا تتزامن مع احتفالات الاحتلال الإسباني بضم هذا الثغر إلى سيادته، في إشارة دالة على التأثير الذي خلفته رسالة الأمين العام لحزب الاستقلال. راخوي كرس الاتجاه العام في إسبانيا الذي يدرج قضيتي سبتة ومليلية ضمن المزايدات السياسوية الانتخابية الصرفة، ورأى راخوي بأنه من غير المقبول أن يعزل نفسه عن هذا السياق، فالعاهل الإسباني زار مليلية المحتلة، ونفس الأمر أقدم عليه الوزير الأول الإسباني الحالي، وزاد جناح أثنار الراديكالي العنصري من حدة هذا التهافت الاستعماري بزيارته الأخيرة لمليلية المحتلة في أوج الخلاف المغربي الإسباني، وزيارة راخوي تعني في هذا السياق تنافس محموم بين تيار أثنار داخل الحزب الشعبي وتيار راخوي الذي «يناضل» من أجل السيطرة على هذا الحزب اليميني، وهو عنوان آخر من عناوين الشأن السياسي الإسباني البالغ التعقيد. في الجهة المقابلة لا يطرح الموضوع بكل هذه الحدة والتعقيدات، فالمغاربة المختلفون حول العديد من القضايا مجمعين على تأكيد الوضع الاستعماري في سبتة ومليلية المحتلتين، وكان وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة قد صرح بما يعكس الواقع والحقيقة حينما قال في تصريح صحفي إن رسالة الأمين العام لحزب الاستقلال تعكس شعور المغاربة قاطبة. لذلك تسود قناعة لدى جميع أوساط المغاربة أن استفزازات الحزب الشعبي الإسباني لن تغير الجغرافيا والتاريخ، ويدركون أنها موجهة للرأي العام الإسباني لخدمة أجندة سياسية انتخابية رديئة جدا.