نقلت صحيفة «تايمز» البريطانية عن عدد من موظفي الهيئات الإنسانية العاملين في إثيوبيا , اتهامهم لها بأنها تتعمد التقليل من مدى الجفاف الخطير الذي يهدد الملايين من سكانها, مضيفة أن جزءا من هؤلاء السكان محروم من المساعدات العاجلة من طرف الجيش الحكومي. وذكرت الصحيفة أن هذه الأزمة الإنسانية, التي سببها شح الأمطار في السنوات الثلاث الأخيرة , أضرت ب4.6 ملايين إثيوبي و علما أن هذا الرقم الرسمي قد يصل إلى 6.7 ملايين هذا الأسبوع. بل إن هيئات الأممالمتحدة تقول إن الرقم قد يفوق ثمانية ملايين, غير أن الحكومة الإثيوبية تصر على نشر أرقام أقل بكثير. ونقلت الصحيفة عن منسق أعمال الإغاثة العاجلة في الأممالمتحدة, سير جون هولمز , الذي زار هذا البلد بداية الشهر الحالي , قوله إن الرقم زاد بشكل كبير بل ربما تضاعف. وأشارت إلى أن أكثر المناطق الإثيوبية تضررا, هو إقليم أوغادين, إذ يقول برنامج الأممالمتحدة للغذاء في تقرير سري له قدمه للمتبرعين إن هناك تقارير تؤكد حصول وفيات في أوغادين بسبب الجوع, ويقدر عدد الذين تهددهم المجاعة بذلك الإقليم النائي بمليوني شخص. وذكرت «تايمز» أن بعض القبائل البدوية لجأ أفرادها لأكل الأوراق الجافة, وثمار الصبار , للبقاء على قيد الحياة في ظل أسوأ جفاف تشهده المنطقة منذ المجاعة التي حلت بها عامي 1984 و1985, عندما مات حوالي مليون إثيوبي جوعا. ويقول بعض الرعاة إن أطفالهم ماتوا بعدما اضطروا لأكل براعم نباتات سامة, ويؤكد آخرون أنهم لم يعودوا يعتمدون إلا على ما يحصلون عليه من لحم ولبن الإبل بعدما نفق أغلب ما كان لديهم من بقر وغنم. الصحيفة قالت إن تحقيقا إخباريا نشر في القناة التلفزيونية البريطانية, اتهم الجيش الإثيوبي بأنه يتعمد منع وصول المواد الغذائية إلى قرى أوغادين في جزء من سياسة «الأرض المحروقة» التي يمارسها ضد متمردي أوغادين, «الجبهة الوطنية لتحرير أوغادين».