استطاع مهرجان تايوغت(الموجة)،الذي احتضنته مدينة اٍنزكان بأكادير، أن يتفوق على المهرجانات الأخرى بالمنطقة هذه السنة بفضل الحضور الجماهيري الكثيف الذي عرفته السهرة الختامية يوم الأسبوع الماضي،والتي عرفت عرضا فنيا جماعيا متميزا شاركت في أشهر المجموعات الغنائية الأمازيغية ،والذي قاده أسطورة الفن الأمازيغي اٍيكوت عبد الهادي قيدوم مجموعة اٍزنزارن،وقد شارك في هذا العرض أعضاء مجموعات اٍزنزارن بقطبيها، وتيتار وتودرت واٍيكيدار ولاقدام، وقد عرف الحفل لقاءا تاريخيا بين اٍكوت عبد الهادي و الشامخ عبد العزيز بعد حوالي 40 سنة ، وعرف الحفل كذلك حضور ثلة من الباحثين والمهتمين بالفن الأمازيغي . وقد أدى اٍيكوت عبد الهادي الأغنية الخالدة ‘اٍمي حنا» في تكامل متميز مع الشامخ عبد العزيز ومحمد بن الشيخ، وباقي أعضاء المجموعات الحاضرة . و كان كاتب كلمات هذه الأغنية المشهورة الشاعر الكبير محمد الحنفي حاضرا. ويذكر أن مهرجان تايوغت يديره الفنان والباحث محمد بايري و هو من مؤسسي مجموعة اٍزنزارن ولاقدام ، وهو أستاذ سابق للموسيقى بالمعهد الموسيقي بأكادير ،كما تضم إدارة المهرجان نخبة من مثقفي وفناني أكادير واٍنزكان .ويعد نجاح مهرجان تايوغت رغم الامكانيات المتواضعة التي أقيم بها دليلا على استطاعة النخبة الثقافية والفنية بجهة سوس صناعة مهرجان بمواصفات احترافية، بعيدا عن الوصاية وقد عبر بعض أعضاء المجموعات المشاركة في الحفل ،عن امتعاضهم من الإقصاء المتعمد في المشاركة في بعض المهرجانات الكبرى رغم عراقتهم،كما عبروا عن استيائهم من استثنائهم من القناة الثانية في الحفل الذي أقامته مؤخرا للمجموعات الغنائية المغربية التي طبعت فترة السبعينات. وجاء في بلاغ صحفي أن برنامج المهرجان تضمن عدة فقرات، احتوت معرضا للكتاب بمشاركة جامعة ابن زهر للآداب والمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، مع تشجيع إبداعات ودراسات أبناء جهة سوس ماسة درعة، إضافة إلى قراءات في كتابي « دراسات في الفكر الميثي الأمازيغي « للأستاذ محمد أوسوس، و» شعراء تازنزارت ، عبد الرحمن عكواد « للأستاذ محمد إدبها. وكان للسينما الأمازيغية حضورها ضمن الدورة الثالثة للمهرجان، عبر لقاء مفتوح تحت عنوان «السينما الأمازيغية: الواقع والآفاق» ، بمشاركة نقاد ومنتجين، وكذا لمجموعة من الفعاليات في مجالات الصناعية الفيلمية المتعددة، وكرم هذا اللقاء المخرج «محمد مرنيش»، الذي يعتبر أول مخرج لفيلم سينمائي ينال دعما من المركز السينمائي المغربي، وهو بصدد إنجاز فيلمه الروائي الطويل الثاني، والناطق بالأمازيغية. وتحت عنوان «المقام الخماسي في الأغنية» ، سيكون لجمهور مهرجان تايوغت لقاء مع ندوة يؤطرها أساتذة في المعهد الموسيقي بأكادير، إلى جانب باحثين مهتمين بالمجال الموسيقي، وهي ندوة ستتوج بتكريم الفنان «عبد العزيز الشامخ»، أحد رواد مجموعة إزنزارن. الفنانون المشاركون خلال هذه الدورة يمثلون أشكالا فنية مختلفة، و أجيالا بينها امتدادات زمنية، وهو رهان سعى المنظمون من خلاله إلى النظر للمشاركات الفنية على مستوى معيار المزج بين الأنواع والأجيال، حيث يشمل برنامج الدورة حضور فن أحواش ممثلا في «مجموعة أجماك سوس» و»مجموعة أهياض سوس»، ثم فن المجموعات الغنائية من خلال: مجموعة تيتار، مجموعة المشاعل، مجموعة كابا، مجموعة تودرت، إنرزاف بيزنكاض، و مجموعة إزم. أما صنف أغاني الروايس، فلن يكون حاضرا إلا من خلال الصوت الواعد للفنانة «فاطمة تاشتوكت»، وطبعا لم يغفل البرنامج الموجات الفنية الجديدة، التي ستكون ممثلة بمجموعة «راس الدرب» الممارسة لفن الهيب هوب. وسيرا على عادة جمعية تايوغت في إطار الإعتراف بخدمات أبناء المدينة، سيتم تنظيم مباراة تكريمية للسيد «الحسن الصاحب»، اللاعب السابق لاتحاد «كسيمة» إنزكان، والمدرب الذي يعتبر الأغنى رصيدا على مستوى مدربي منطقة سوس، حيث جاور العديد من الفرق المنتمية للمنطقة، قبل الاشتغال كمحلل تقني لإحدى المحطات الإذاعية بأكادير.