أحيل أخيرا على أنظار وكيل الملك بابتدائية مراكش مجرم خطير وأكبر مروج لمخدر الشيرا والمادة الصلبة (الكوكايين) بمنطقة أمزميز بضواحي مراكش. المتهم (س ب) معروف بسوابقه العدلية المرتبطة بالاتجار وحيازة مخدر الكوكايين قضى بشأنها عقوبات حبسية متباينة بإصلاحية مراكش. ولعل السمة البارزة لهذا المجرم الخطير تحليه بالذكاء والدهاء والحس اليقظ خاصيات مكنته في مناسبات عديدة من الاختفاء عن الأنظار والفرار في كل مرة استشعر خلالها ترصد عناصر الدرك الملكي بالمنطقة لمحاولة القبض عليه ووضع حد لأنشطته الاجرامية التي كانت موضوع قلق واستنكار ساكنة أمزميز. وقد ساعد في التخفي العامل الطبيعي الذي توفره المنطقة حيث صعوبة المسالك المتمثلة في مروج وادي امزميز وحقوله. النشاط الإجرامي للمتهم لم يقف عند تزويد شباب المنطقة والمتعاطين لهذه السموم بل امتد لتنفيذ اعتداءات جنسية على العنصر اللطيف، كان آخرها إقدامه على احتجاز فتاة تنحدر من مركز أمزميز خلال يومين كاملين حيث مارس عليها نزواته بوحشية. الحادث سيتم اكتشاف كل حيثياته بعد أن تقدم والد الفتاة الضحية بشكاية لدى مصالح الدرك الملكي بالمنطقة وبعد أن لاحظ على غير العادة اختفاء ابنته وغيابها المفاجىء عن البيت خلال يومين واضعا فرضية واحتمال أن تكون موضوع اعتداء واحتجاز من طرف مجرم أمزميز. ولدى عودة الأب من مركز الدرك وجد ابنته في حالة نفسية مزرية ووضعية صحية يرثى لها ليعرف منها أسباب ذلك، حيث أكدت الإبنة وحكت تفاصيل الاحتجاز وعملية الاعتداء الجنسي والاغتصاب الذي تعرضت له من طرف المتهم لتصبح الفرضية بذلك حقيقة. وانطلاقا من هذا المعطى كان التفكير والتنسيق مع مصالح الدرك للإيقاع بهذا المجرم من خلال إعداد خطة مضبوطة المعالم استندت إلى الاتصال بالمتهم من الأسرة وعرض عليه موضوع تزويجه ابنتها درءا للفضيحة والعار التي سيلحقها. وبعد اقتناع المتهم بهذا العرض الذي لم يراوده فيه أدنى شك تقدم إلى بيت الأسرة في الموعد المحدد لإنهاء مراسم الزواج ليقع بسهولة في فخ الشرك المعد له بثبات، فكان اعتقاله. وينتظر متابعة المتهم بصك اتهام مرتبط بالاحتجاز والاغتصاب وترويج وحيازة المخدرات.