من المنتظر أن يتوجه قرابة ثلاثمائة مشجع لكرة القدم من مختلف أقطار المعمورة إلى جنوب إفريقيا، الدولة المنظمة لنهائيات كأس العالم 2010 برعاية الإتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا). وذلك اعتبارا من الحادي عشر من يونيو القادم، موعد انطلاق المباريات. وقد تكون هذه المرة الأولى التي تطأ فيها أقدام غالبية المشجعين أرض هذا البلد الإفريقي، أو حتى القارة السمراء برمتها. ومن تم حث وزير السياحة في جنوب إفريقيا مارتينوس فان شالكفيك عشاق كرة القدم على اقتناء عروض شاملة تضم الإقامة وتذاكر الطيران والتنقل داخل المدن التي ستنظم فيها المباريات، وذلك إلى جانب تذاكر المباريات. ومثل هذا العرض طرحته منذ مدة المكاتب السياحية في مختلف أنحاء العالم بما يزيد عن ألفين وخمسمائة أورو. بيد أن من يعرف جنوب إفريقيا جيدا، فسيكتفي حسب وزير السياحة بكراء سيارة «والتنقل بين المدن التي ستقام على ملاعبها المباريات، خاصة وأن «البنية التحتية للطرقات في البلد المنظم بمستوى رفيع». الهاجس الأمني وفي حقيقة الأمر، قد يعادل مستوى التجهيزات الطرقية، سواء تعلق الأمر بالطريق السريع الذي يربط بين المدن الكبرى أو بالشبكة الطرقية داخل المدن نفسها، المستوى الأوروبي. وهي نقطة تستحق الإشادة. إلا أن البنية التحتية القوية لا يمكنها أن تغض الطرف عن المعضلة الأمنية، التي تشكل أكبر تحد لحكومة بريتوريا. وقد سخر البلد المنظم إمكانيات بشرية ولوجيستية هائلة من أجل مكافحة الجريمة والتقليل من نسبها المرتفعة (41 ألف شرطي). ورغم كل هذا، دعت وزارة السياحة إلى توخي الحذر وعدم التنقل بسيارة خاصة في ساعات الليل المتأخرة. بل «يفضل المكوث في مكان الإقامة عند نزول الظلام»، وذلك حسب المتحدثة عن وزارة السياحة تيريزا باي مولر. ويذهب الألماني فولفغانغ ياكوبس إلى أبعد من ذلك وهو الرجل الذي عاش طيلة عشر سنوات في جنوب إفريقيا ونال من قبل مسؤوليها لقب السفير الشرفي. فهو ينصح السياح بتجنب ارتداء الحلي والساعات الغالية الثمن، «فكل هذه الأشياء يجب تركها جانبا والاستمتاع بكرة القدم فقط». إقامات متوفرة تتنوع عروض الإقامة في جنوب إفريقيا لتشمل عدة مستويات، انطلاقا من الفنادق ذات الخمسة نجوم إلى بيوت الشباب المنخفضة التكاليف. لكن الخبيرة تيريزا باي مولر تعتقد أن مستوى الأسعار أثناء العرس الكروي العالمي سيفوق الضعف. وبالنسبة للمستشار الألماني للجنة المنظمة هورت شميت، فإن ذلك أمر طبيعي، «بحكم أن من ميزات السوق الحرة، أن يسعى الناس إلى اقتناص الفرص للرفع من مستوى مداخيلهم، خاصة في مثل تلك المناسبات». وباعتبار أن انطلاق نهائيات كأس العالم، سيتزامن مع حلول فصل الشتاء في جنوب إفريقيا، يعتقد العديد من المراقبين بأن الاحتفالات لن تكون بتلك الحرارة والصخب كما هو الأمر في فصل الصيف. وقد يكون هذا عاملا إيجابيا بالنسبة لرجال الأمن، لأن عددا كبيرا من المشجعين سيفضل البقاء في بيته لمتابعة المباريات نظرا لانخفاض درجة الحرارة إلى ما دون عشر درجات مأوية. غير أن أصحاب المقاهي ينظرون حاليا إلى السماء بقلق شديد، آملين أن يكون هذا الفصل أكثر رحمة بتجارتهم.