جرد فريق الجيش الملكي نظيره الرجاء البيضاوي من لقب البطولة الوطنية بتغلبه عليه بهدف يتيم في المباراة التي جمعتهما أول أمس السبت بالرباط برسم الجولة الأخيرة من بطولة قسم الكبار لموسم 2009-2010 . وكان الفريق الأخضر في حاجة إلى تحقيق الفوز لانتزاع لقبه العاشر لكنه لم يكن في يومه المعهود وتجرع الهزيمة أمام فريق عسكري منظم ليس له ما يخسره في هذه المباراة. فريق الجيش كان مثالا للعب الشريف بتقديمه لقاء قويا لم يبد فيه أي تهاون قد يفهم منه تلاعبه بمصير لقب البطولة لصالح هذا الفريق أو ذاك. واستعرضت العناصر العسكرية عضلاتها على نظيرتها الرجاوية بتقديم لقاء كبير يمكن وصفه بلقاء الموسم، أبان فيه «العسكر» عن وجههم الحقيقي الذي لو قدموا مثله منذ بداية الموسم لاستحقوا اللقب بامتياز. وفي حقيقة الأمر فالرجاء في مواجهته لفريق الجيش لم يظهر بمستوى فريق ينافس من أجل اللقب، ذلك أن العشوائية والتسرع طبعا أداء عناصره، ربما للضغط الذي أحسوا به خصوصا في اللحظات التي علموا فيها أن غريمهم الوداد متفوق بمدينة الدارالبيضاء على الفتح الرياضي، عكس فريق الجيش الذي لعب مرتاحا وقدمت عناصره أجمل مباراة لها في الموسم وصلت درجة الاستهزاء بالرجاء عن طريق «تدوير» الكرة بين اللاعبين وخلق المثلثات . وتميز الشوط الأول من المباراة التي تابعها جمهور قدر بحوالي 45 ألف متفرج بالحماس بين الطرفين لكن دون فاعلية أمام مرمييهما مع تسجيل تفوق طفيف لفريق الجيش من حيث السيطرة على الكرة.. وكاد هذا الأخير يفتتح حصة التهديف مبكرا من خلال ضربة خطإ مباشرة نفذها اللاعب عبد الرزاق المناصفي في الدقيقة الثانية حولها الحارس الجرموني إلى الزاوية، وأتيحت لمحمد مديحي فرصتان حقيقيتان في الدقيتين 26 و32 من تسديدتين قويتين لم تذهبا بعيدا عن المرمى الرجاوي.. وظلت الكرة بين أخذ ورد بين الفريقين مع تمركزها في أغلب الأوقات في وسط الميدان لينتهي الشوط الأول بالتعادل الأبيض. وخلال الشوط الثاني كان فريق الجيش أكثر إصرارا على هز الشباك فدخل مندفعا منذ البداية وخلق عدة فرص أولاها بواسطة المناصفي في الدقيقة 56 حين وجد نفسه وجها لوجه أمام الحارس الجرموني لكنه سدد عاليا.. ومباشرة بعد ذلك بأربع دقائق (د60) تمكن اللاعب جواد وادوش من تسجيل هدف فوز الجيش بتوغله داخل المربع وتجاوزه بقوة لمدافعين رجاويين وانفراده بالحارس وإيداع الكرة في الشباك بسهولة.. هذا الهدف نزل كقطعة ثلج على لاعبي وجمهور الرجاء هذا الأخير كان رد فعله على الهدف هو اقتلاع كراسي المدرجات ورشقها، وهو سلوك مرفوض لا يليق بجمهور كبير مثل جمهور الرجاء الذي يشهد له الجميع بالروعة والإبداع والروح الرياضية قبل كل شيء. في مقابل ذلك عمت الفرحة أنصار الفريق العسكري الذين اعتبروا الفوز خير تعويض على خروج الفريق خالي الوفاض من بطولة هذا الموسم. وخلال ما تبقى من الشوط الثاني اندفعت عناصر الرجاء بقوة نحو معترك الجيش بحثا عن التعادل لكن بعشوائية أمام هدوء وانضباط عسكريين، ولم تجد التغييرات التي قام بها المدرب روماو نفعا بل زادت الأمور تعقيدا مع مرور الوقت والإحساس بالضغط، الشيء الذي استغلته عناصر الجيش لاستعراض فنياتها والاعتماد على المرتدات التي كات في عدة مناسبات أن تعطي أهداف أخرى.. لينتهي اللقاء بتفوق الجيش وفقدان الرجاء للقبه، وليعم الحزن والبكاء أنصار الفريق الأخضر واللاعبين الذين تحول مستودع ملابسهم إلى شبه »مأتم« حيث لم يخرج الجميع إلا بعد مدة طويلة... عموما يستحق فريق الجيش التنويه على لعبه النظيف والشريف كما يستحق فريق الرجاء التنويه زيضا على منافسته على اللقب.