قدمت المديرية الجهوية لوزارة الثقافة بجهة الرباطسلا زمور زعير العرض الأول لمسرحية الصغار والكبار من تأليف وإخراج الأنشاط »سعيد الوردي« وتشخيص نخبة من الطلبة الجامعيين، عرضت هذه المسرحية يوم السبت 24 أبريل 2010 بقاعة باحنيني أمام جمهور غفير من المشاهدين كان أغلبهم من الطلبة والأساتذة. المسرحية من المسرح السهل الممتنع وتتميز بعمق فلسفي كثير الدلالات وقد اختار السيد الوردي اللهجة الدارجة لإيصال الفكرة إلى جميع المشاهدين ويبدو أنه توفق في التبليغ خصوصا لما اعتمد إلى جانب النص المسرحي على إخراج متميز يساير بدوره الأفكار، بل يضيف إلى الحوارات أبعادا حركية تتجاوب كليا مع الموضوع. يؤكد الأستاذ الوردي أن المسرحية سبق أن عرضت في السبعينيات ( 1972) لما كان بدوره طالبا، وكان أيضا من تلامذة قسمي المسرح والرقص الكلاسيكي بالمعهد الوطني للموسيقى والرقص والمسرح بالرباط، وقد عرض النص المسرحي كما كتب سابقاً لكن الإخراج تغير كليا بحكم الممارسة والتجربة، كما أن الطلبة يتميزون حاليا بسرعة التجاوب مع الإيقاع الحركي المعتمد في العرض رغم خوضهم لتجربة التشخيص لأول مرة، فقد ساهم حبهم لهذا العمل وكفاءة المخرج، بشكل فعال، في اكتشاف مواهب لها من القدرات ما يجعلها تفهم ما تقوله وما تقدمه،ن فتتجاوب أو تذوب في الشخصيات المكونة للعرض، وكأنه عرض حقيقي لمشاكل وأحداث واقعية تقدم بفنية وتلقائية دون انفعالات زائدة أو تصنع في الأداء. يقول السيد الوردي ضمن أجوبته على بعض الأسئلة؛ »المسرح صورة للمجتمع. لكن هذه الصورة يجب أن تكون حقيقية لا يطبعها كثير من التشاؤم. فكل الناس يعيشون واقعهم بأحزانه ومسراته ببأسه وتفاؤله، فلا داعي أن تكون الصورة المقدمة للجمهور قاتمة لأن دور المسرحي المساهمة في التصحيح وتوضيح ماهو سلبي وإيجابي، داخل مجتمعناه. حقيقي أن الأخطا«ء والسلبيات موجودة ومؤثرة.، لكنها لا يمكن أن تحجب عنا الإيجابيات، فإيجابيات ومحاسن الأغلبية تنسينا مساوئ وأخطاء أقلية تتحكم فيها نزعة الأنا والذاتية والنظرة الضيقة لبواطن الأمور ورغم أن هذه الأقلية مزعجة إلا أنها لن تقوى على تعطيل مسيرة النماء«. خلاصة العرض وردت كالآتي: »ما أصدق أن لا نخجل من قول الحقيقة وأن لا نعتمد في قولنا الإساءة لغيرنا وقد يكون في القول إحراجا لكنه يبقى مفيدا لمراجعة الذات والقبول بالرأي الآخر ليس العيب في الإختلاف لكن العيب كل العيب في الإقصاء ومهما تعددت الآراء ومهما اختلف الأشخاص ، فإن ذوي النيات الطيبة دائما، يتوحدون في الأهداف والغايات، هذا الصراع الطبقي كانت ولا تزال أسبابه الخوف من الفقر والإفقار والسعي المستمر لتحقيق حياة كريمة للصغار وآمنة للكبار.« إن هذه المسرحية للمشاهدة على أوسع نطاق، رغم أنها لا تستفيد من دعم مديرية الفنون وجوابا عن الدعم المقدم للمسرحيين يقول السيد الوردي : »المسرحي لا يمكن أن تحدد تواريخه لجنة إدارية، فالإبداع مرتبط بظروف كل مبدع وبزمن يحدد حسب قدرته وظروفه الابداعية ومن غير المعقول أن تحدّد تواريخ وتوضع شروط لا علاقة لها بزمن الإبداع. إنها شكليات تعجيزية لا يمكنها أن تحفز المبدع بقدرما تشجع بعض الراغبين في الاستفادات المادية لفبركة بعض العروض الضرورة تقتضي مراجعة الطرق والوسائل لدعم المسرحيين المحترفين«.