في بادرة جميلة جدا وبمناسبة الاحتفال ب (ثافسوت إيمازيغان) احتضنت مدينة أوتريخت نهاية أبريل الماضي، حفلا تكريميا، نظمته جمعية سيفاكس بنفس المدينة، احتفاء بالفنان والكاتب والروائي محمد شاشا، أحد الرموز الإبداعية، التي أسهمت في تشكيل الهوية الأمازيغية و أحد الذين طبعوا ذاكرة الثقافة الأمازيغية في المهجر، من خلال أعماله و مساهماته الكثيرة في الثقافة والأدب الأمازيغيين، حيث أصدر العديد من الكتب وصل عددها إثني عشر كتابا بين الشعر والنقد والقصة القصيرة والرواية و يمكن اعتبار روايته ?آرز الطابو اد تفغ تفوشت? أول رواية منشورة باللغة الأمازيغية. وافتتح هذا اللقاء ألتكريمي بكلمة المنظمين لهذا الحفل وبعد ذلك تم بث شريط (دي في دي) كعمل مشترك بين قناة أمازيغ تيفي وجمعية سيفاكس عمل خصيصا لهذه المناسبة، تناول نبذة مختصرة من حياة محمد شاشا وثلة من الكتاب والفنانين والأصدقاء بشهادات في حق المحتفى به تقديرا لمساره الفني والأدبي المتميز . وعلى صعيد آخر تقدم الفنان التشكيلي محمد أبطوي خلال هذا الحفل ليهدي لوحة رائعة إلى المحتفى به تحمل صورته رسمت خصيصا للمناسبة . ثم جاء دور الشاعرة الريفية نعيمة فاريسي وعلى عادتها أذهلت الحضور بكلماتها التي تحمل الكثير من المعاني ?، لتنتقل في المقاطع الأخيرة لقصائدها إلى مضمون جديد من خلال تلاحم وتوأمة المرأة بالطرف الثاني / الرجل لخلق عالم واحد. وأحيت الفنانة فطوم القادمة من بلجيكا ، حفلا فنيا بأغانيها التي رسمت الواقع الفعليّ للمرأة بكلمات موزونة شعرا ومعنى ، ساقتها فطوم في صورة مصغرة لعالم أكبر، يحتاج إلى الكثير من التمعن وإعادة الحسابات، لتبقى الصورة الأخيرة في كلمات وأغاني فطوم عنوانا للشموخ والإصرار والتحدي . وتم تقديم وقفات شعرية وموسيقية وغنائية من طرف بعض الفعاليات الشبابية التي كانت حاضرة في القاعة، قبل أن يختم الحفل الفنان محمد شاشا ، بأداء بعض الأغاني القديمة ، تحمل مسحة تراثية ، وعمق المعاناة ، خطاب لجوهر الإنسان وأصله .