يلتحق اليوم الخميس أزيد من 7 ملايين تلميذ بالمؤسسات التعليمية ، ويعرف الموسم الدراسي 2008-2009 زيادة بنسبة 4 % في عدد التلاميذ . ويأتي الموسم الدراسي الجديد أمام العديد من المخاوف والتحديات منها إن 40 % من التلاميذ لا يكملون دراستهم، إذ يغادر مقاعد الدرس سنويا أكثر من 300 ألف تلميذ ووجود نظام تعليمي لا يتفق مع متطلبات الاقتصاد الحديث، وارتفاع نسبة اكتظاظ التلاميذ في الأقسام التي تعد من أبرز أسباب الفشل، إذ يصل المعدل أحيانا إلى 41 تلميذا بكل قسم، بالإضافة إلى وجود المغرب في المرتبة الاخيرة بين دول المغرب العربي على الصعيد التربوي وفق دراسات دولية نشرت في مستهل السنة الجارية. ويستفاد من دراسة وطنية أنجزت أخيرا بعنوان "التعليم للجميع" أن أكثر من 80 % من التلاميذ لا يفهمون ما يدرس لهم، وأن 16 % فقط من تلاميذ مستوى الرابعأساسي يستوعبون المعارف الأولية لجميع المواد المقدمة لهم. وان كان التعليم الأساسي في المدارس حتى سن الحادية عشرة تحقق بشكل شبه كامل فان الامر يصبح اكثر تعقيدا بعد ذلك فمن بين مئة تلميذ في الصفوف الابتدائية لا يواصل منهم سوى 13 فقط الدراسة حتى الحصول على شهادة البكالوريا عشرة منهم يكررون القسم مرة على الاقل. ويضاف إلى الهدر المدرسي وجود نظام تعليمي لا يتفق مع متطلبات الاقتصاد الحديث. وحسب تشخيص الوزارة الوصية على القطاع فإن عدد القاعات الدراسية غير الصالحة تفوق تسعة آلاف قاعة و60 % من المدارس الموجودة بالعالم القروي غير مرتبطة بشبكة الكهرباء وأكثر من 75 % لا ماء فيها، في حين أن 80 % ليس لها دورات مياه. وتهدف المجهودات الحكومية الحالية تحسين المؤسسات التعليمية بشكل خاص في المناطق القروية التي تفتقر إلى البنية الأساسية وتحسين نظام ومستويات معيشة المشتغلين في القطاع وزيادة الوجبات المدرسية وعدد التلاميذ في المرافق السكنية وبناء مدارس جديدة. كما يولى اهتمام كبير تكوين أزيد من 8600 من الأطر الإدارية والتربوية في محاولة لتحسين الكفاءات التسييرية للموظفين الإداريين في قطاع التعليم. و يتصدر العالم القروي اهتمام الوزارة الوصية على القطاع إذ أنه حسب إحصائيات رسمية، فإن 80 % من المدارس في المناطق القروية غير مجهزة بمراحيض وتفتقر إلى بنيات أساسية أخرى كالماء والكهرباء. وكان جلالة الملك محمد السادس، أعطى في مدينة تطوان الانطلاقة للمبادرة الوطنية لتوزيع مليون محفظة مدرسية، تفعيلا لما أعلن عنه في الخطاب الذي ألقاه بمناسبة ذكرى ثورة الملك والشعب. وتسعى هذه المبادرة إلى دعم الأسر المعوزة لمواجهة متطلبات الدخول المدرسي المقبل، الذي يقترن هذا العام مع الشهر الفضيل رمضان، وما يعنيه ذلك من ارتفاع في تكاليف الحياة اليومية بالنسبة للفقراء، كما تهدف أيضا إعطاء دفعة قوية لتعميم وإلزامية التعليم الأساسي، ضمانا لتكافؤ الفرص، ومحاربة الهدر المدرسي، المتمثل في الانقطاع عن الدراسة. يذكر أن الغلاف المالي لهذه المبادرة يصل إلى 204 مليون درهم، وستمول أساسا من الاعتمادات المرصودة للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، إضافة إلى مساهمات السلطات والمؤسسات المعنية، والمجالس المحلية، والهيئات والجمعيات ذات المصداقية. وسيستفيد من العملية التلاميذ والتلميذات المنتمون إلى الجماعات القروية والأحياء الحضرية المستهدفة من قبل المبادرة الوطنية للتنمية البشرية (6076 مؤسسة تعليمية موزعة على 403 جماعات قروية و264 حياً حضرياً). وستشمل هذه العملية 454 ألفا و467 تلميذاً بالحواضر (45 في المائة)، و455 ألفا و533 بالوسط القروي (55 في المائة)، بينما يتوزع المستفيدون على 900 ألف تلميذ بالسلك الابتدائي، و100 ألف بمستوى الأولى إعدادي. وعلى مستوى جهة طنجة تطوان، تستهدف المبادرة نحو 100 ألف تلميذ وتلميذة ينتمون إلى135 مؤسسة تعليمية، موزعين على 34 حياً حضرياً (73 ألفا و752 تلميذا) و216 جماعة قروية (24 ألفا و419 تلميذا).