هب أخيرا نحو 25 ألف شخص، الى فضاءات معرض مغاربة الخارج (سماب إكسبو) في «بارك شانو» بمرسيليا، بمناسبة تنظيم سهرة فنية كبرى حلقت بهم في جو احتفالي عبر أنغام وتراث المغرب. وسيظل هذ الحفل، الذي اشتمل على أنغام مجموعة ناس الغيوان الأسطورية والفنانين عبد الرحيم الصويري وعبد الله الداودي، منقوشا في ذاكرة أفراد الجالية المغربية والمغاربية على حد سواء، القاطنة بجنوب شرق فرنسا ،التي جمعت بين العمل والمتعة، من خلال زيارة المعرض وحضور الحفلات الموسيقية. ولدى افتتاحه لفقرات هذه السهرة الفنية، ألهب الفنان عبد الرحيم الصويري الخشبة بقطع موسيقية تقليدية تزاوج بين الأمداح النبوية وموسيقى الآلة تارة، وموسيقى شعبية حديثة تارة أخرى. وبفضل أدائه في تنويع الأشكال الموسيقية، استطاع الصويري إرضاء جميع الأذواق، من الجيل الأول المتشبث بجذوره إلى الشباب الباحث عن هويته، والذي أثرت فيه الأغاني الإيقاعية التي تنهل من الرصيد التراثي والشعبي المغربي. و أفلحت مجموعة ناس الغيوان، وعلى رأسها عمر السيد، في جعل الجمهور يهتز على إيقاعات أعمالها الأسطورية كأغنيتي «الصينية» و»فين غادي بيا خويا» وغيرهما، وجابت بالشباب في نوستالجيا أروقة مغرب السبعينيات والثمانينيات. كما فتنت «رولينغ ستون إفريقيا»، كما يحب البعض أن يطلق عليها، الجمهور المغاربي، وعلى الخصوص، جمهور الجزائريين الذين أتوا بأعداد كبيرة ليتقاسموا مع أصدقائهم المغاربة هذا الجو الإحتفالي والحميمي. وبالنسبة لعبد الله الداودي، الذي ظل وفيا لصورته كنجم لنهاية الحفل، فقد ألهب الخشبة من جديد بأغانيه الشعبية وعزفه على آلة الكمان. وغنى الداودي، الذي يطلب الجمهور بشدة، أغنيته «عيطة داودية» بنجاح كبير، وصاحبه في الغناء حشد كبير، وانتهى بإمتاع جمهور متعطش للأغاني والإيقاعات الشعبية للمغرب العميق . وكان من المفترض أن يكون جمهور مرسيليا على موعد، الأحد الماضي، مع سهرة فنية أخرى تحييها مجموعة تكادة ونجم الأغنية الشعبية عبد العزيز الستاتي. وبالإضافة إلى الجانب الاحتفالي، سيستفيد زوار معرض مغاربة الخارج (سماب إكسبو)، موازاة مع ذلك، من مختلف المعارض التي أقامتها الشركات العقارية والأبناك وهيئات السياحة والإدارة وغيرها، من أجل الاستفسار عن إمكانيات الاستثمار أو اقتناء العقارات بالمغرب. وتتنوع العروض العقارية، من سكن اجتماعي ومتوسط وفاخر، وتشمل المنتوجات عشرين مدينة مغربية. وبخصوص الجانب التراثي، هناك فضاء المدينة، الذي أقيم على مساحة 300 متر مربع وتشرف عليه دار الصانع، وهي هيئة عمومية تابعة لكتابة الدولة المكلفة بالصناعة التقليدية، من أجل إمتاع الزوار. ويجد الكل ضالته، من أشكال وألوان وعبق ونكهات. ولم يقف المجتمع المدني عند هذا الحد، بل تمت إقامة «قرية جمعوية» داخل أروقة المعرض، تقترح على الجمعيات المشاركة عرض مشاريعها على الزوار وإجراء اتصالات في ما بينهما وتوحيد جهودهما من أجل رؤية أفضل للجالية المغربية المقيمة بهذه المنطقة من جنوب شرق فرنسا.