يتضمن كتاب الحسن العرائشي الصادر حديثاعن منشورات (جريدة العلم) في طبعته الثالثة ضمن سلسلة »تاريخ المقاومة المسلحة بأقلام صانعيها« بعنوان »انطلاق المقاومة المغربية وتطورها« مذكرات مدعومة بالوثائق منذ إنشاء الخلايا السرية الأولى الى تصعيد المقاومة المسلحة بعد نفي محمد الخامس. والمؤلف من مواليد العرائش سنة 1930، انتقل إلى الدارالبيضاء في الأربعينيات حيث التحق بخلايا العمل الوطني في صفوف حزب الاستقلال . ونشط في تنسيق عمل المقاومة بعد نفي محمد الخامس وظل يتنقل بين الدارالبيضاء والرباط وتطوان وطنجة . وألقي عليه القبض بفرنسا في أحد أسفاره الى الخارج. وحكم عليه بالإعدام في قضية القطار السريع البيضاء، الجزائر وفي قضية السوق المركزي، وبالمؤبد في قضية الرصاصة الأولى. وكانت له خمس قضايا أخرى في ملفات الشرطة الاستعمارية وحينما عاد محمد الخامس من المنفى وأعلن استقلال البلاد حال دون تنفيذ ما كان يبيته الاستعمار. يقول المؤلف في تمهيده لهذه المذكرات: »ازددت بمدينة العرائشالمدينة الشاطئية الجميلة قضيت حياتي المدرسية، من حسن حظي أنني كنت تلميذا لأستاذين وطنيين كانا يعملان رغم المراقبة الشديدة من طرف المستشارين الاسبان على بث الوعي الوطني في صفوف نخبة من التلاميذ، وهذان الأستاذان رحمهما الله: السيد الطيب السبتي مدير المدرسة المغربية الإسلامية الصناعية آنذاك والسيد إدريس الريفي أستاذ في نفس المدرسة، فالأول كان يتحدث إلينا من حين لآخر عن الفترة التي قضاها في جامعة القرويين في فاس وكيف تعرف على نشاط الخلايا الوطنية بالعاصمة العلمية، أما الاستاذ الريفي فكان يتحدث إلينا عن حرب التحرير وعن المعارك التي خاضها البطل عبد الكريم الخطابي، وفي هذه المدرسة تعلمت أيضا فن الطباعة والتجليد، وفي سنة 1946 غادرت مسقط رأسي، وجئت إلى مدينة الدارالبيضاء، وفورالتحاقي بهذه المدينة بدأت العمل في المطابع المتحدة وكانت تضم 350 عاملا أغلبهم من الأجانب من مختلف الجنسيات. وكانت المطبعة تضم عناصر وطنية وبفضلهم التحقت بصفوف حزب الاستقلال بحي درب الكبير، وكانت فرصة أخرى مكنتني من التعرف في فترة وجيزة على نخبة من المسؤولين في حزب الاستقلال أذكر من بينهم السادة بدري بناصر ، جعفري الحسين، الطاهر غلاب، بوشتى الجامعي، عبد الوهاب بوزيان، عبد الحي الشامي، بناصر حركات، المرحوم عبدالسلام بناني، وغيرهم من رجالات الحزب النشيطين، وفي سنة 1947 قلدني الحزب مهمة تسيير عدة جماعات« وعلى هذا المنوال يسترسل المؤلف في تدبيج مذكراته عن انطلاق المقاومة المغربية وتطورها، وهي تتضمن الأحداث البالغة الأهمية التي عاشها المغرب في تلك الفترة الحاسمة الحرجة. يقع الكتاب في 68 صفحة من قطع متوسط.