المغرب يخطو بخطى ثابتة نحو تطوير القطاع الطاقي لتحقيق 52% من احتياجاته من الكهرباء من الطاقات النظيفة بحلول عام 2024 في خطوة استراتيجية تروم تعزيز العلاقات الثنائية بين المغرب وفرنسا، وقعت مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط (OCP) والشركة الفرنسية "إنجي" اتفاقية شراكة هامة، تهدف إلى تطوير قطاع الطاقة في المغرب، وتعد هذه الشراكة دفعة قوية لتحقيق الأهداف المشتركة للطرفين في مجال الطاقة المستدامة، وذلك من خلال التركيز على الطاقة المتجددة والهيدروجين الأخضر والأمونيا الخضراء.
وحسب بلاغ صادر عن الطرفين، فإن الاتفاقية تمثل أساسا لإطلاق سلسلة من المشاريع الطموحة، تشمل تطوير بنية تحتية قوية تدعم الاستثمار في الطاقة المتجددة وتفتح آفاقا جديدة في هذا المجال، خدمة لتوجهات المملكة المغربية الاستراتيجية نحو تحقيق 52% من احتياجاته من الكهرباء من الطاقات النظيفة بحلول عام 2030.
في هذا السياق كشف بعض المحللين الاقتصاديين المغاربة خلال تصريحاتهم لوسائل الإعلام الوطنية أن هذه الشراكة تعد بمثابة خطوة مفصلية للطرفين، لما توفره من إمكانيات لتعزيز استخدام الطاقات النظيفة والحد من الاعتماد على المصادر التقليدية للطاقة، موضحين أن المكتب الشريف للفوسفاط سيستفيد من خبرة شركة "إنجي" في مجالات الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، مما سيساهم في تخفيض البصمة الكربونية وتعزيز الاستدامة على المستويات الاجتماعية والاقتصادية والبيئية.
واعتبر الخبراء أن هذه الشراكة تعكس كذلك مكانة المغرب المتقدمة على الصعيد الإفريقي، وخاصة في مجال الطاقات المتجددة، حيث تتجلى إمكانياته في تحقيق تطور تكنولوجي من خلال الاستفادة من قدرات الابتكار لدى شركة "إنجي"، مشيرين إلى أن المغرب يخطو بخطى ثابتة نحو تطوير القطاع الطاقي، خاصة عبر إدخال تكنولوجيات حديثة ك"الذكاء الاصطناعي" و"البيانات الضخمة"، مما يسهم في تحسين أداء الشركات الناشئة وتعزيز التحول الرقمي في هذا القطاع.
وقد أكدت تصريحاتهم أن هذه الشراكة تأتي في سياق سعي المغرب إلى تنويع مصادر الطاقة بما يلبي احتياجات المكتب الشريف للفوسفاط ويدعم استراتيجيته في تحقيق الاكتفاء الطاقي، وذلك في إشارة منهم إلى أن الاتفاقية تعزز التعاون بين البلدين وتؤكد تعافي العلاقات الاقتصادية بين المغرب وفرنسا، لا سيما بعد زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للمغرب.
تجدر الإشارة إلى أن توقيع الاتفاقية جاء بحضور جلالة الملك محمد السادس والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، حيث وقعها كل من الرئيس المدير العام لمجموعة المكتب الشريف للفوسفاط، مصطفى التراب، والمديرة العامة لشركة "إنجي"، كاثرين ماكغريغور، في إطار زيارة الدولة التي قام بها الرئيس الفرنسي للمغرب بدعوة كريمة من عاهل البلاد.