الثقافة الصحراوية لا تتقبل اي شيء ويصعب على العادات الخارجية التسرب إليها وارى ان من اهم العوامل نمط عيش الترحال الذي يجعل المجموعات البشرية في تنقل مستمر ويقل بينها الاحتكاك والتأثر فيما بينها فما بلك بالتأثر بالمجالات المتاخمة. ومن بين ابرز هذه المجالات وادي نون الذي ساهم بشكل او بأخر بنقل بعض المؤثرات الشمالية والغربية إلى الصحراء، ولو انه مارس أيضا دور المصفاة التي لا تسمح بمرور سوى ماهو صاف وذو جودة ومن هذه المؤثرات ما يتعلق بالعادات الغذائية، فكما هو معلوم يرتكز المطبخ الصحراوي على اللحوم الحمراء وقلما يقبل مواد اخرى سواء كانت وفيرة كالسمك او قليلة كلحوم الدواجن. وبالنظر للمنتجات الاسياوية مثلا نجد ان المجتمع الصحراوي قد قبل الشاي والارز ورفض التوابل لأن التوابل تسبب "اوراغ" وتفسد طعم اللحم قبل التبغ من امريكا ورفض البن
ولاشك ان هذه الظواهر الثقافية قد خضعت لمسألة الذوق وللعوامل التجارية كالعرض والطلب وتزويد الاسواق وعوامل حضارية واديولوجية كالموقف من الاخر ومن اشكاله الحضارية ولعوامل نفسية اخرى.