قال وزير الخارجية المصري إن بلاده لن ترضخ لما سماه «ضغطا» يمارسه عليها المسؤولون على قافلة «شريان الحياة 3» التي تحمل مساعدات إنسانية لسكان قطاع غزة، مضيفا أنها لن تدخل إلى القطاع إلا عبر المسار الذي حددته لها السلطات المصرية. وقال أحمد أبو الغيط ، إن سلطات بلاده ستفتح معبر رفح لعبور القافلة بين الثالث والسادس من يناير المقبل، وستغلقه بعد هذا التاريخ، مؤكدا أن القافلة «لن تدخل مرة أخرى مهما أتت بضغوط أو تصورت أنها تأتي بضغوط». وتوجد القافلة حاليا في ميناء العقبة الأردني، وطلبت من المسؤولين المصريين السماح لها بالعبور من الأراضي المصرية عبر ميناء نويبع، غير أن السلطات المصرية رفضت ذلك، وقالت إنها أخبرت المنظمين من قبل أن الميناء المخصص لدخول القافلة هو ميناء العريش. وأضاف أبو الغيط ، في تصريحات للصحفيين بالقاهرة ، أن القاهرة أبلغت منظمي القافلة بأن «من يريد الدخول إلى مصر ، فعليه أن يدخل من الباب الذي تحدده له، ولا يحق لأحد أن يقرر من عنده مكان الدخول» مشيرا إلى أن مصر قررت دخول القافلة من ميناء العريش «تسهيلا لها وحماية لها وتأمينا للبلاد». واعتبر أن مسيري القافلة ، التي انطلقت من العاصمة البريطانية لندن في السادس من الشهر الجاري- أرادوا أن تدخل إلى الأراضي المصرية و»تجول وتصيح وتتحرك، وكأن هذه البلاد لا يملكها هذا الشعب العظيم المسمى بالشعب المصري». وقال أيضا «لقد رددوا أنهم وطبقا لتجربتهم مارسوا الضغوط على مصر سابقا وأنها قبلت، ولكن هذا غير حقيقي وهذه قراءة خاطئة بالكامل، وبالتأكيد إذا لم يصلوا قبل الثالث يناير فلن يدخلوا، وإذا ما دخلوا فسوف يخرجون يوم السادس يناير أو يبقون هناك إلى أن نقرر متى نفتح البوابة مرة أخرى». من جهته، قال المتحدث باسم الخارجية المصرية ، حسام زكي، إن المسؤولين عن القافلة «وصلهم الرد المصري الواضح من البداية، ولكنهم يماطلون ويعتقدون أنهم من خلال استخدام ضغوط إعلامية سيتمكنون من تغيير الآلية المستقرة لتوجيه المساعدات، وهذا لن يحدث». وأكد المتحدث في تصريحات صحفية على «وجوب تفريغ المساعدات في ميناء العريش، وليس في أي ميناء آخر على هوى المنظمين» وهو ما يعتبره المسؤولون على القافلة في حكم المستحيل لأن ذلك يحتم عليهم الدوران حول شبه جزيرة سيناء وعبور قناة السويس قبل الوصول إلى الساحل المتوسطي. وكان رئيس القافلة، النائب البريطاني جورج غالوي، قد قال في وقت سابق ، إن الرسالة التي تسلمها منظمو الرحلة من السلطات المصرية وصلتهم متأخرة، وبالتالي لم يكن بالإمكان الالتزام بشروطها. وأشار إلى أن المنظمين قدموا اقتراحا وسطا للسلطات المصرية، يتمثل بإبحار القافلة حتى ميناء نويبع، ومن ثم برا إلى العريش وفق أي مسار يحدده المصريون، لكن القاهرة لم تتجاوب مع هذا المطلب، وقال «نحن نعدهم في المستقبل أننا لن نطالب بهذا الاستثناء مرة ثانية». ونقل عن مسيري القافلة قولهم إنهم مستعدون لتقديم تنازلات، وتأكيدهم أنهم لا يمارسون أي ضغوط على مصر ولا يتحدونها، وإنما يريدون حلا وسطا بعد وصولهم إلى العقبة. وتضم القافلة نحو خمسمائة متضامن ، على رأسهم النائب غالوي، و250 شاحنة محملة بمساعدات طبية وإنسانية أوروبية وتركية وعربية.