رؤية شاملة للنزاع المفتعل وتشخيص دقيق للشرعية المغربية وارتباطها الوثيق بأقاليمها الجنوبية بمراجع تاريخية وأكاديمية مع دراسة للتطورات الحالية احتضن مدرج الشريف الإدريسي بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالرباط، مساء الخميس 23 نونبر الجاري، ندوة فكرية وعلمية خصصت لتقديم "الكتاب الأبيض حول الصحراء المغربية"، لمؤلفه المؤرخ العربي المرابط، ومن إصدار المعهد الملكي للدراسات الاستراتيجية، وذلك في إطار الأنشطة الثقافية التي ينظمها مجلس مقاطعة أكدال الرياض، احتفاء بذكريي المسيرة الخضراء وعيد الاستقلال.
ويأتي صدور "الكتاب الأبيض حول الصحراء المغربية"، في سياق النزاع الدولي المفتعل والمستمر حول الصحراء المغربية، ليكون مرجعا حيويا يلقي الضوء على أصل هذا النزاع، ويقدم تحليلاً دقيقاً للتطورات الراهنة، من خلال الأبعاد المختلفة التي يستعرضها الكتاب بفصوله الأربعة.
ويستعرض الفصل الأول،" التفكيك الاستعماري للإمبراطورية المغربية"، تاريخ الاستعمار للإمبراطورية المغربية، كما يسلط الضوء على حدودها المعترف بها دولياً، ويبرز احترام المغرب للشرعية الدولية في قضية الصحراء.
أما الفصل الثاني، الذي يتحدث عن الوضع الراهن في الصحراء المغربية، فيركز على جهود تعزيز التنمية في المنطقة، مع إعطاء الأولوية للتنمية اللامركزية ومشاركة السكان، وفق رؤية ملكية تؤكد على أهمية البُعد الإنساني.
وناقش الفصل الثالث، الوضع في مخيمات تندوف، مشيرًا إلى الفوضى القانونية والانقسامات داخل جبهة البوليساريو، وكيف تسهم في زعزعة الاستقرار في المنطقة.
وكشف في فصله الرابع عن دور الجزائر كطرف رئيسي في النزاع المفتعل، مستعرضًا استمرارها في استغلال الأزمة على حساب التنمية المغاربية.
وقد وظف الكاتب للأحداث تسلسلا زمنيا، معتمدا على قائمة مراجع تضم أكثر من 130 مؤلفًا، مما يعزز مصداقية وتعميق القراءة.
واعتبر عبد الإله البوزيدي الإدريسي، رئيس مجلس مقاطعة أكدال الرياض، أن هذا مصدر قيم، يساهم في حقائق النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية، كما يسلط الضوء على الجهود المستمرة لتعزيز التنمية في المنطقة، وفي الوقت نفسه، يكشف عن العقبات والتحديات التي تعترض السعي لتحقيق الاستقرار والتنمية بالأقاليم الجنوبية للمملكة.