في خطوة طبية هامة على طريق الكشوفات الخاصة بطرق معالجة أعراض الأرق والإرهاق والإجهاد والتوتر التي باتت تمثل لغزًا محيرًا لكثير من الأطباء نظرًا لتزايد عدد المصابين بها حول العالم بالتزامن مع عدم فاعلية الأدوية المتاحة والتي تستخدم في محاربتها، وجد باحثون أميركيون من خلال دراسة حديثة يجرونها الآن بوزارة الأمن الداخلي في الولاياتالمتحدة أن لكل مخ مسار صوتي، قد يشحذ ردود أفعال الأشخاص عند التعرض لأحد الأزمات كما يعمل على تهدئة أعصابهم فيما بعد، وذلك عندما يتم تسجيله وتشغيله مرة أخرى عند التجاوب مع إحدى الحالات الطارئة. وقال الباحثون أن مفهوم "موسيقي المخ" هو أن يتم استخدام التردد، ومدى، ومدة الأصوات الموسيقية لنقل المخ من حالة شغف وقلق إلى حالة تكون أكثر هدوءًا واسترخاءًا. وأضافوا أنه وعلى مدار العقد الماضي، اتضح تأثير الموسيقى على التطور الإدراكي، والتعلم، والهناءة العاطفية للأشخاص بصورة كبيرة، وقد تحول هذا التأثير إلى واحد من أهم أقسام الدراسة العلمية. وذكرت تقارير صحافية أن مديرية العلوم والتكنولوجيا التابعة لوزارة الأمن الداخلي قد بدأت دراسة حول أحد أشكال برامج التدريب العصبي الذي يطلق عليه "موسيقى المخ" الذي يستخدم الموسيقى المكونة مسبقًا من الموجات الصوتية للمستمعين من اجل إعانتهم على التعامل مع الأعراض العامة التي من بينها الأرق والإجهاد و الصداع الناشئ عن البيئات المجهدة. من جانبه، قال روبيرت بيرنز، المدير المسؤول عن مديرية العلوم والتكنولوجيا :" يأتي التوتر متزامنًا مع مهمة الاستجابة لإحدى حالات الطوارئ، لذا نحن مهتمون بالبحث عن طرق لمساعدة هؤلاء العمال عند العمل والحصول على نوعية الراحة التي تكون ذات قدر من الجودة عندما ينهون ساعات العمل الخاصة بهم. وهدفنا هو الكشف عن طرق جديدة لمساعدة أول المستجيبين على تأدية مهامهم بأعلى مستوى ممكن، دون زيادة المهام، والتدريب، أو مستويات التوتر". وأشار الباحثون كذلك إلى أنه وعند قيام المخ ب " بتكوين" الجمل الموسيقية، تكون المهمة الأولى للعلماء هي تدوين الملاحظات. وقد تبين أن كل تسجيل يتم تحويله إلى مقطوعتين موسيقيتين متفردتين تم تصميمهما لتحفيز الاستجابات الطبيعية للجسم. كما اتضح من الناحية السريرية أن هاتين المقطوعتين تقومان بتعزيز واحدة من الحالتين الذهنيتين لدى كل فرد: الاسترخاء _ لخفض التوتر وتحسين النوم، والانتباه- لتحسين التركيز وعملية صنع القرار. في الوقت ذاته، كشف الباحثون عن أن كل مسار صوتي تتراوح مدته ما بين دقيقتين إلى ست دقائق عبارة عن مقطوعة يتم عزفها على آلة واحدة، عادةً ما تكون البيانو. وقد يبدو المسار الخاص بالاسترخاء مثل مقطوعة شوبان سوناتا اللحنية _ في حين أن المسار الخاص بالانتباه قد يتحول لما هو أشبه بأحد مقطوعات الموسيقار الشهير موتسارت".