قيادة الرابوني تحاول التستر على فضيحة الاختلاس الجديدة وتضطهد الشباب الغاضب شنت ميليشيات أمنية تابعة لجبهة البوليساريو نهاية الأسبوع حملة اعتقالات واسعة همت 12 شابا من مخيمات تندوف انتفضوا ضد اختلاس وتهريب محروقات جزائرية موجهة كإعانة للمخيمات و إعادة بيعها بالحدود الموريتانية من طرف أعوان مسخرين من شخصية قيادية نافذة .
واختطفت ميليشيات البوليساريو الأحد الماضي بالطريق البرية الرابطة بين المخيمات ومدينة تندوف تحت أنظار عناصر حرس الحدود الجزائريين الشاب ماء العينين سالم ولد اسويد الذي كان قد وثق يومين قبل ذلك بالصوت والصورة عملية اعتراض شباب صحراويين ساخطين على القيادة الانفصالية لشاحنة صهريجية معبئة بالوقود الجزائري المخصص للمخيمات وهي في طريقها الى شمال موريتانيا لبيعها هناك ليتضح للمجموعة المعترضة للشاحنة أن شحنة الوقود تعود للمدعو سالم لبصير (وزير الإعمار بجمهورية الخيام الوهمية) ويتأكد لمعترضي شحنة الوقود المختلسة أن الأخير يدير شبكة لتهريب المحروقات الى شمال موريتانيا وتحصيل عائدات هذا النشاط الاجرامي لإغراض شخصية.
قيادة البوليساريو و حاضنتها الجزائر صاحبة الأرض وعوض فتح تحقيق عميق في خلفيات عملية تهريب الإعانات العينية الموجهة لمخيمات العار وتحديد المسؤوليات سارعت الى احتواء و إخفاء معالم الجريمة حيث اعتقلت 11 من الشباب الذين إعترضوا الشاحنة المهربة و صادروها بعد توثيق تدخلهم المناهض للفساد بالصوت و الصورة و نشره بمواقع التواصل الاجتماعي , و قامت أخيرا باعتراض الشاب الذي علق على الواقعة الاجرامية و الحامل للجنسية الاسبانية و اختطافه من داخل سيارته و ترك زوجته وحيدة دون سائق أو مرافق بصحراء لحمادة ضواحي مدينة تندوف .
حملة الاعتقالات التعسفية والتعذيب الجسدي التي طالت في وقت سابق الشباب المعترض للشاحنات الصهريجية المختلسة والمهربة حمولتها المقدرة بأزيد من 40 طنا من الوقود الجزائري خارج تراب المخيمات وحدود الجزائري برضا وسكوت الجيش الجزائري الذي يحكم رقابته على مداخل ومخارج مخيمات العار كانت قد تسببت في انتفاضة أفراد قبيلة لبيهات التي ينتمي اليها الشبان الموقوفون ودعوتهم الى تجمع عام لفضح فساد قيادة البوليساريو لكن ما يسمى درك الرابوني تدخل بعنف لمنع إقامة خيمة بمخيم العيون لاحتضان التجمع الاحتجاجي وقام بتفريق أسر وأقارب الموقوفين والتنكيل بهم تحسبا لاتساع دائرة الاحتجاجات على فساد قيادة الرابوني التي أضحت فضائحها وملفات تورطها في أنشطة التهريب واختلاس وتحويل المساعدات وإدارة عصابات تهريب المخدرات والأسلحة تتناسل يوميا أمام صمت النظام الجزائري المسؤول سياسيا وإداريا عما يقع برقعة من ترابه الوطني . وكانت أكبر محطات الوقود بمخيمات تندوف قد تعرضت قبل أسبوع لحريق «مشبوه «أتى على أهم مرافقها , مما يرجح فرضية أن القيادي الانفصالي قد اختلس مخزون المحطة من الوقود الجزائري وعبأها في شاحنات صهريجية معدة للتهريب وتحمل أرقام تسجيل مزورة تمهيدا لتهريبها نحو ماليوموريتانيا بعد إتلاف معالم الجريمة بإضرام النار في المخزن المسروق ..
وتعيش مخيمات تندوف منذ أشهر انفلاتا أمنيا غير مسبوقا تؤثثه احتجاجات يومية على الأوضاع الاجتماعية المتردية ومسلسل الحصار والظلم والبطش والقتل وتجويع الساكنة وتقييد حرية تنقلها في غياب أدنى تدخل دولي يندد بالوضع الإنساني المأساوي ويحاسب البلد المحتضن المخيمات على تنصله من مسؤولياته تجاه الوضع المنذر والمستديم في الوقت الذي ترد ميليشيات البوليساريو بتدابير أمنية إضافية من قبيل زيادة تطويق المخيمات المحتجة ونشر تعزيزات أمنية إضافية مهمتها سحق الحركات الاحتجاجية اليومية وملاحقة المؤطرين لها من شباب ومثقفي مخيمات العار التي تدار بالحديد والقهر والنار.