عقب دخول قرار الاتحاد الأوروبي المتعلق بالحد من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون المرتبطة بالنقل البحري حيز التنفيذ لا يهم المغرب أن تكون اسبانيا الدولة الجارة لا تنظر بالرضا إلى النمو المتصاعد لميناء طنجة المتوسط ، وترى فيه مصدرا للقلق على اقتصاداتها . فللمغرب مطلق الحرية في أن يتطور في هذا المجال البحري والتجاري للنهوض باقتصاده الوطني ، ولتحقيق التنمية المستدامة في الميادين كافة، مع الحرص على مد جسور التعاون مع الدول الصديقة.
و يتخوف المسؤولون الإسبان من فقدان أكثر من نصف حركة النقل البحري في موانئهم لصالح ميناء طنجة المتوسط، بعد دخول قرار الاتحاد الأوروبي المتعلق بالحد من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون المتعلقة بالنقل البحري، حيز التنفيذ.
وتستعد إسبانيا للدفاع عن مصالح موانئها ضد «التهديد» الذي يشكله ميناء طنجة المتوسط.
وحذر رئيس الشركة العامة للموانئ الحكومية الفارو رودريغيز دابينا خلال مشاركته في مؤتمر نظمته إحدى وسائل الإعلام الأيبيرية من «التسرب المروري» لمنشآت الموانئ الإسبانية، ولا سيما الجزيرة الخضراء ، إلى المغرب.
وقال إن تطبيق نظام الاتحاد الأوروبي للتحكم في انبعاثات ثاني أكسيد الكربون فيما يخص النقل البحري وفرض ضرائب عليه )بشكل تدريجي بين عامي 2023 و 2026( ، سيستفيد منه ميناء طنجة.
ولتجنب هذا السيناريو، أشار رودريغيز دابينا إلى أن شركته تخطط للعمل مع الموانئ الإسبانية الثلاثة التي من المحتمل أن تكون «الأكثر تأثرًا» بالمعايير البيئية الأوروبية الجديدة (الجزيرة الخضراء وفالنسيا وبرشلونة) وكذلك مع دول أخرى في العالم، لمواجهة عواقب القرار.
وكان تقرير أعد بناء على طلب هيئة ميناء خليج الجزيرة الخضراء قد قدر أن دخول هذه الإجراءات حيز التنفيذ من شأنه أن يؤدي إلى خسارة ما يصل إلى 60٪ من عمليات إعادة شحن الحاويات في ميناء الجزيرة الخضراء لصالح مينا طنجة المتوسط.
ومن المتوقع أن يكون لهذا الأمر تأثير مباشر على حوالي 1600 وظيفة مباشرة وأن يكون له تأثير إقليمي غير مباشر أوسع يصل إلى 4200 وظيفة في الجزيرة الخضراء. كما دعا رئيس شركة الموانئ المملوكة للدولة إلى «منع تسرب حركة المرور إلى الموانئ غير الخاضعة لهذه الالتزامات البيئية».
وأعرب الفارو رودريغيز دابينا عن رغبته في إنهاء حديثه بشكل متفائل، مما يدل على إرادة شركته في البحث عن أفضل السبل للالتزام بالتحولات البيئية والتكنولوجية التي تتطلبها الخطة الأوروبية، دون الإضرار بحركة المرور في الموانئ الإسبانية.
وتساير هذه التحذيرات التي أطلقها الفارو رودريغيز دابينا مع المخاوف التي أعرب عنها، في نونبر 2021 رئيس هيئة ميناء الجزيرة الخضراء، جيراردو لاندالوس، من بروكسيل. حيث قال «نحن جميعًا ندافع عن حماية البيئة، لكن يجب علينا تحليل كيفية تشريعها في هذا المجال لأننا نواجه مستقبلًا غير مؤكد»، وتابع في حديثه لوسائل الإعلام بعد اجتماع مع ممثلي المفوضية الأوروبية «يجب أن نحافظ على المنافسة بشكل متساو مع طنجة المتوسط».
يذكر أنه قبل وقت طويل من اعتماد الاتحاد الأوروبي معايير بيئية بخصوص النقل البحري، أبدى مسؤولون إسبان تخوفهم من منافسة ميناء طنجة المتوسط لموانئهم.
وسبق لجيراردو لاندالوس في 29 يونيو، أن نبه إلى تأثير الأزمة بين الرباط ومدريد على «تنافسية ميناء الجزيرة الخضراء»، وتحدث عن مشروع مسار للنقل البحري بين طنجة وميناء بورتيماو البرتغالي لتسهيل عودة مغاربة العالم دون المرور عبر الموانئ الإسبانية. وعبر عن خشيته من أن يتطور الأمر من نقل الأشخاص إلى نقل الحاويات بين البلدين.
يذكر أنه خلال سنة 2021 حقق المركب المينائي طنجة المتوسط، رقما قياسيا على مستوى البحر الأبيض المتوسط بمعالجة ما مجموعه 7 ملايين و 173 ألف و 870 حاوية من حجم 20 قدما. أي بنمو يصل إلى 24 في المائة مقارنة مع سنة 2020.
ويأتي تحقيق هذا الرقم بعد الانطلاق الناجح للرصيفين الرابع سنة 2019 والثالث سنة 2021.
أدت المخاوف التي عبر عنها الفارو رودريغيز دابينا، يوم أمس، إلى إثارة النقاش على قناة كانال سور. حيث نبه المتدخلون إلى تأثير مشروع ميناء الناظور غرب المتوسط، وميناء طنجة المتوسط على عائدات الموانئ الإسبانية في البحر الأبيض المتوسط.