أثارت التوترات بسبب برنامج إيران النووي سباق تسلح في الخليج ، تمخض عنه التفاوض بشأن اتفاقات دفاع فاقت مثيلاتها. وقالت صحيفة «ديلي تلغراف»البريطانية ، إنه بعد أن كانت السعودية أكبر مشتر للأسلحة في المنطقة منذ زمن طويل، لحقت بها دول مثل الإمارات، بما أنهما تتقاسمان خوفهما بحكم الجوار من القوة العسكرية المتنامية لجارتهما الشيعية. وقد بدأت إيران مناورة عسكرية ، على مدى أسبوع ، لاختبار جاهزيتها ضد أي هجوم صاروخي. وتأتي هذه المناورة كرسالة علنية لإسرائيل بأن أي هجوم على برنامجها النووي سيواجه بمقاومة شرسة. ونقلت الصحيفة عن مجتبى ذو النور، مساعد المرشد الأعلى، آية الله علي خامنئي، قوله "إذا أراد العدو أن يجرب حظه السيئ ويطلق صاروخا واحدا على إيران، فقبل أن يهدأ الغبار ستستهدف صواريخ إيران البالستية قلب تل أبيب". لكن دول الخليج تعتقد -تضيف الصحيفة- أن هدف إيران الإستراتيجي الرئيسي هو أن تصير قوة مهيمنة في المنطقة الغنية بالنفط. وفي الوقت الذي يظهر فيه الغرب عجزه عن منع إيران من تطوير برنامجها النووي ، فإن دول المنطقة مصممة على تسليح نفسها. وكما قال أحد المختصين في شؤون المنطقة ، فإن رفض إيران الموافقة على إرسال اليورانيوم المخصب للخارج ، سيدفع إلى المزيد من مبيعات الأسلحة. والدليل على ذلك أن شركة «بي آي أي سيستم»، أكبر شركة بريطانية لتصنيع الأسلحة، تقوم حاليا بتسليم طلب للسعودية يشمل 72 طائرة مقاتلة من طراز«تايفون إيروفايتر» التي تشكل جزءا من الاتحاد الأوروبي. ومن المتوقع أن يزيد إنفاق الدفاع في المملكة من 43.52 مليار دولار هذا العام إلى 47.4 مليارا عام 2010. وقال الرئيس التنفيذي ل"إيروفايتر" ، إينزو كاسوليني ، إنه يتوقع أن يشترى الشرق الأوسط نصف المقاتلات «إيروفايتر» ال 300 التي حددها كمبيعات مستهدفة بحلول عام 2020. وحسب معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام، تأتي الإمارات الآن في المرتبة الثالثة كأكبر مستورد للأسلحة في العالم بعد الصين والهند. وقد أكدت أنها في المراحل الأخيرة للتفاوض على صفقة مع فرنسا لاستبدال 63 مقاتلة من طراز«ميراج »، بمقاتلات« داسول رافائيل». ووافقت أيضا على شراء طائرتي استطلاع من شركة «ساب» السويدية ، وكذلك 25 طائرة تدريب من سويسرا. كما تقدمت إلى الولاياتالمتحدة لشراء نظام مضاد للصواريخ بتكلفة 7 مليارات دولار.