في إطار المقاربة التشاركية لإعداد التصميم الجهوي وإعداد التراب بجهة الدارالبيضاء-سطات، وكدا الورشات التي شهدتها بعض أقاليم الجهة حول موضوع "التنمية القروية وإعداد التراب" احتضن مقر عمالة سطات صباح يوم الثلاثاء 21 دجنبر الجاري الورشة الخامسة التي ترأسها أشغالها عبد اللطيف معزوز رئيس الجهة وحضرها كل من عامل إقليمسطات ورئيس المجلس الإقليمي ورؤساء الجماعات الترابية والمفتشة الجهوية للتعمير وإعداد التراب وممثل مكتب الدراسات وعدد من الفعاليات. وقد استهل هذا اللقاء حسب مصادر "العلم" بكلمة ترحيبية لعامل الإقليم الذي ذكر من خلالها الحاضرين بالمجهودات المبذولة من أجل تحقيق تنمية جهوية شاملة من خلال إعطاء رؤية مستقبلية واضحة المعالم تمتد على مدى 25 سنة القادمة لرفع التحديات المستقبلية، مما وجب بلورة هذا التصميم على ضوء التوجهات والاختيارات الناتجة عن التشاور الواسع والحوارات البناءة والصريحة مع كافة الفاعلين والمتدخلين وذلك في إطار توافقي، مؤكدا على أهمية موارد إقليمسطات خاصة الفلاحية منها لأخذها بعين الاعتبار من أجل استثمارها وتطويرها على ضوء البرامج والمخططات الخاصة بالعالم القروي قصد الاستفادة منها كمخطط المغرب الأخضر والبرنامج الوطني لمكافحة الفوارق الاجتماعية والمجالية والمبادرة الوطنية للتنمية البشرية وغيرها من البرامج للرفع من الإنتاجية الفلاحية وإدخال تقنيات زراعية حديثة حتى تتمكن المنطقة من امتلاك وتطوير الصناعة الفلاحية التي ستجعل من ساكنة الوسط القروي أكثر ارتباطا بأراضيها الزراعية وبالتالي تعزيز دور المراكز القروية في الحفاظ على ساكنتها وتأهيل هذه المراكز عن طريق توفير البنيات التحتية الأساسية بها مع تمكينها من جميع المرافق العامة والخاصة على حد سواء. ومن جهاته أبرز رئيس المجلس الجهوي في كلمته التي ألقاها أمام الحضور على آن اختيار إقليمسطات لاحتضان الورشة الخامسة حول "التنمية القروية وإعداد التراب" التي تعتبر من الورشات الخمس المنظمة على مستوى الجهة يرجع الى الاهتمام الخاص الذي يحظى به هذا الموضوع والمكانة الخاصة التي يحتلها في مشروع النموذج التنموي الجديد ،كما أن اختيار إقليمسطات لتنظيم هذا اللقاء - الذي يندرج في إطار المشاورات المتعلقة "بالرؤية التنموية والتوجهات الإستراتيجية ومجالات المشاريع"- يرجع إلى أن الإقليم يعرف تجمعا كبيرا للجماعات القروية بحيث أن ثلث الجماعات الموجودة بهذا الإقليم تشتكي من العديد من النواقص ولكن في نفس الوقت تتوفر على العديد من المؤهلات والفرص التنموية في المجال القروي والتي يجب تثمينها وعلى المشاركين في هذا اللقاء يضيف المتحدث دراسة جميع الإشكاليات المرتبطة بالتنمية القروية للخروج بتصور جهوي للتنمية في العالم القروي في كل المجالات الاجتماعية والتربوية والصحية والبنيات التحتية وكذلك في الميدان الاقتصادي علما بان إشكالية التشغيل في المغرب مرتبطة بشكل كبير بتنمية العالم القروي والجهة تطمح لخلق فرص للشغل في العالم القروي للحد من ارتفاع نسبة البطالة عموما وبالمدن انطلاقا من المجال القروي . للتذكير فإن مساحة إقليمسطات تبلغ 7.2 ألف كلم أي بنسبة 37 % من مساحة الجهة وله حدود مترامية الأطراف مع ثمانية أقاليم إضافة إلى موقعه الجغرافي المتميز، و يعرف الإقليم نموا ديمغرافيا متزايدا إذ يبلغ عدد ساكنته حسب الإحصاء العام للسكان والسكنى لسنة 2014 ما مجموعه 634.184 نسمة مقسمة على 46 جماعة، وتعتبر الفلاحة أهم نشاط اقتصادي بالإقليم ويتميز هذا القطاع بزراعة الحبوب والقطاني والأشجار المثمرة والخضروات والأعلاف، حيث بلغت المساحة الإجمالية للأراضي الصالحة للاستغلال الفلاحي بمختلف أنواعه حوالي 723 ألف هكتار منها 485 ألف هكتار تقريبا صالحة للزراعة و272 ألف هكتار مخصصة للمراعي والباقي أراضي غابوية، وقد لقبت الشاوية بخزان المغرب للحبوب نظرا للمردودية المرتفعة لهذه المحاصيل إذا ما سمحت الظروف المناخية بذلك كما تلعب تربية المواشي دورا هاما في الاقتصاد الإقليمي والجهوي وحتى الوطني، لكون الإقليم يعد مهدا لسلالة أغنام الصردي التي برهنت على إنتاجيتها العالية.