الرباط ترحب بالقرار والجزائر تبلع اللسان والبوليساريو تهدد بمقاطعة العملية السياسية بفريق دبلوماسي يشتغل في صمت و بفعالية وبراغماتية، بعثرت الرباط نهاية الأسبوع الذي ودعناه بنيويورك، أوراق و حسابات الخارجية الجزائرية بقيادة لعمامرة و بلاني التي راهنت على اسلوب الضجيج و نهج الردود الانفعالية و منطق التصعيد والابتزاز و سياسة الهروب إلى الأمام كسبيل لكبح مسلسل المكاسب التي راكمها ناصر بوريطة و فريقه خلال السنوات الأخيرة في ملف الصحراء المغربية والوحدة الترابية للمملكة.
وسجل المغرب يوم الجمعة بنيويورك هدفا قاتلا في مرمى الدبلوماسية الجزائرية التي ناورت الى آخر لحظة وبجميع الأسلحة والوسائل النزيهة والملتوية من أجل استصدار قرار أممي يحرج الرباط ويدين تدخلها السلمي قبل سنة لتطهير محيط معبر الكركرات الحدودي جنوب المملكة من عربدة ميليشيات البوليساريو الانفصالية.
سجلت الدبلوماسية المغربية نصرا باهرا بالأممالمتحدة بعد أن تبنى أغلبية أعضاء مجلس الأمن الدولي بأغلبية دالة ومعبرة (13صوت مؤيد وامتناعين ) القرار رقم 2602 الذي يكرس المكاسب السياسية التي حققتها المملكة طيلة سنة كاملة من أجل الدفاع عن وحدتها الترابية , و يقوي موقف الرباط في مسار المسلسل السياسي الأممي لتسوية النزاع الإقليمي المفتعل حول الصحراء المغربية .
وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، السيد ناصر بوريطة، سجل أن القرار رقم 2602 الصادر عن مجلس الأمن، يوم الجمعة، والذي مدد بموجبه ولاية المينورسو لمدة سنة، كرس المكتسبات التي حققها المغرب بفضل الانخراط الشخصي والمتابعة الدائمة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس.
وقال السيد بوريطة، في لقاء صحفي بالرباط ، إن « المغرب يثمن ويشيد بهذا القرار الذي تم اعتماده بموافقة 13 صوتا مقابل ممتنعين اثنين، ويعتبره قرارا مهما، بالنظر لسياقه أولا، وبالنظر لمضمونه ثانيا، وثالثا بالنظر للمواقف التي عبرت عنها الدول خلال الموافقة عليه.«
الجزائر منيت مجددا بفشل ذريع بعد أن عجزت عن التسلل في الوقت الميت خارج إطار العملية السياسية الأممية، وصدمت برفض المنتظم الدولي الرضوخ للأجندة الجزائرية والسماح بالعودة بملف النزاع المفتعل الى ما قبل سنة 2006 التي أفرزت دينامية مبادرة الحكم الذاتي التي ما زال مجلس الأمن يقر بسموها وجديتها، فضلا على أن القرار الجديد يعزز ويؤكد استمرارية مسلسل الموائد المستديرة بترتيباتها وبالمشاركين الأربعة فيها–المغرب والجزائر، وموريتانيا والبوليساريو كإطار وحيد وأوحد لتسوية النزاع الإقليمي حول الصحراء المغربية.
في مقابل ذلك اكدت جبهة البوليساريو الانفصالية انها تعتزم اتخاذ ما سمته بخطوات عملية بخصوص مشاركتها في ما يسمى بالعملية السياسية الأممية ، ردا على قرار مجلس الامن، وقالت في بيان أصدرته عقب تبني مجلس الامن الدولي للقرار ان خطة التسوية التي اقرتها منظمة الأممالمتحدة ومنظمة الوحدة الافريقية سنة 1988، لا تزال هي الاتفاق الوحيد الذي قبله الطرفان ، وان الجبهة لن تنخرط الا في تلك العملية السياسية.
وفي مقابل الصمت المريب للجزائر التي فشلت دبلوماسيتها في فرض صيغة قرار يزكي تنصلها من مسار التسوية السياسية ويغطي سياسيا على موقفها الرافض للمشاركة في الموائد المستديرة التي تشرف عليها الأممالمتحدة , أشادت الولاياتالمتحدةالأمريكية بقرار مجلس الأمن الدولي الذي تم بموجبه تجديد ولاية بعثة المينورسو، معربة عن ترحيبها بستيفان دي ميستورا كمبعوث شخصي للصحراء.
الولاياتالمتحدة، جددت بالمناسبة، دعمها للمبادرة المغربية للحكم الذاتي باعتبارها الحل «الجاد وذي المصداقية والواقعي » للنزاع الإقليمي حول الصحراء المغربية.