يواصل المعرض، المنظم من قبل مجلس الجالية المغربية بالخارج إلى غاية10 نونبر الجاري أنشطته في مدينة الصويرة حول ثلاثة مواضيع أولها «الروابط الأولى» وذلك لإبراز العلاقات العريقة بين المغرب والمملكة المتحدة عبر المبادلات الدبلوماسية والاجتماعية والثقافية . أما الموضوع الثاني فيتناول «التاريخ الخفي» من خلال تسليط الضوء على روايات حياة المغاربة الذين وصلوا إلى بريطانيا منذ الستينيات، فيما يقدم الجزء الثالث، «التاريخ المتقاسم»، الطريقة التي ينظر بها إلى التراث المغربي والتي يوظفها الفنانون المغاربة البريطانيون والفنانون غير المغاربة. كما يثير هذا الجزء الانتباه إلى التراث الجماعي للمغاربة البريطانيين عبر إبراز هويتهم الدينامية والمركبة. ويعد المعرض رحلة موثقة، من خلال المبادلات الدبلوماسية والاجتماعية وبيبلوغرافيات المغاربة المهاجرين ببريطانيا والإرث المشترك بين المغاربة البريطانيين. ويشكل هذا العمل تتويجا لمشروع امتد على سنتين ويهم التاريخ الشفاهي والمصور لحضور الجالية المغربية بالمملكة المتحدة والذي يعود إلى القرن19 . ويكشف المعرض، الذي أنجزته مريم شيرتي الباحثة في العلوم الاجتماعية بجامعة ، التاريخ الطويل للعلاقات المغربية البريطانية ويحتفي بهذا الإرث المشترك. وكان المعرض قد نظم بالمملكة المتحدة في دجنبر2008 ومارس2009 ؛ أولا بالمكتبة البريطانية الشهيرة بلندن ثم بخمس مدن بريطانية كبرى هي سانت ألبانز وكراولي وتراوبريدج ومانشستر وإيدنبرغ، وشهد إقبالا كبيرا من الزوار. وبالنسبة لشيرتي، فإن الهدف المتوخى من العرض يتمثل في دعوة الجمهور العريض إلى التفكير في الطريقة التي تترابط بها التواريخ، وخلق محيط ملائم للمغاربة -البريطانيين لتقاسم تنوع هجراتهم وكذا إظهار الطريقة التي أغنت بها هذه الجالية حاليا المحيط الثقافي للمجتمع البريطاني. ويعتبر المعرض تكريما لرواد الهجرة إلى جانب إبرازه لتنوع الهجرة وإسهامات المهاجرين في الثقافة المغربية. وحسب الأرقام المقدمة بالمناسبة فإن مابين50 ألف و55 ألف مغربي يقيمون حاليا ببريطانيا وكانوا قد توافدوا على هذا البلد على أربع مراحل . وفي بداية الستينيات، استقر العمال الذين توجهوا إلى بريطانيا أساسا من شمال المملكة والذين استقروا في لندن وإيدنبورغ فيما اختارت تجمعات صغيرة قدمت من كل من مكناس ووجدة الاستقرار بمدينتي كراولي وتراوبريدج . وبعد ذلك جاءت مرحلة التجمع العائلي في سنوات السبعينيات، والتي تلتها هجرة الشباب المهنيين والمقاولين في الثمانينيات. أما المرحلة الأخيرة، فتمت في التسعينيات حين شرع مهنيون ذوو كفاءات عالية في الهجرة إلى بريطانيا ومن ضمنهم عدد كبير يشتغل حاليا في القطاع المالي ولاسيما بلندن. ويذكر أن الصويرة تمثل المحطة الأخيرة لهذا المعرض بعد طنجة (7 إلى28 شتنبر ) والرباط (16 إلى26 أكتوبر ).