انتقدت جبهة علماء الأزهر لدار الإفتاء المصرية بإباحة الإفطار للاعبي كرة القدم للعب المباريات التي تُقام في نهار رمضان، متهمة إياها ب«التمييع الذي يعد السلاح الأخطر على الإسلام الآن وكانت دار الإفتاء المصرية قد أباحت للاعبي كرة القدم الإفطار للعب المباريات التي تقام في نهار رمضان باعتبارهم من أصحاب «المهن الشاقة» التي يؤثر الصوم على أدائها. ورأت جبهة علماء الأزهر، أن لعب كرة القدم ليس من ضرورات الحياة التي يُرخَّص لها الفطر، وإنه ليس من الأمور التي وردت من تكاليف هذا الدين، معتبرة أنه من حق الجميع اللعب على أن يكون ذلك ترفيها لا امتهانا ولا وظيفة. واعتبرت الجبهة في البيان الصادر عنها أن اللعب ليس رسالة وليس وظيفة يبيح الشرع لأحد أن يمتهنها لطلب الرزق ولا يجوز التشريع فيما لم ينزل به الله سلطانا. وقال بيان الجبهة «والأمر في ذلك جَدٌّ لا يصلح معه شيء من تهاون أو هزل، فإن التمييع هو أخطر ما يعانيه ديننا الآن، وهذا التمييع هو أفتك الأسلحة التي يُحارب بها اليوم، وإن رأس مال المسلم دينه كما قال عبد الله بن المبارك لا يُخَلِّفه في الرحال، ولا يأتمن عليه الرجال». واستندت دارُ الإفتاء المصرية، في فتواها إلى أن اللاعب مرتبط بعقد مع ناديه يجعله أجيرا خاصة إذا كان مصدر رزقه الوحيد، وإذا كان لا مفر أمامه من المشاركة في المباريات وإن كان الصوم يؤثر على أدائه في تلك المباريات فإن له الرخصة في تلك الحالة للإفطار، لأن العلماء أجازوا الفطر للأجير أو صاحب المهنة الشاقة الذي يعوقه الصيام عن أداء عمله، فيما شددت على ضرورة أن تكون التدريبات ليلا حتى لا تتعارض مع قدرة اللاعب على الصيام، وإذا خالف المسؤولون عن الأندية ذلك مع قدرتهم على جعلها (التدريبات) ليلا فهم آثمون. كما نصت فتوى دار الإفتاء المصرية على أنه إذا كان الأجير لديه ما يكفيه هو وأولاده لا يحل الفطر وجبهة علماء الأزهر هي جمعية مستقلة عن الجامع الأزهر وتضم في عضويتها مجموعة من العلماء وتأسست بالقاهرة عام ،1946 ونشبت بينها وبين الإمام الأكبر الدكتور محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر عدة مواجهات بسبب معارضتها لفتاواه أو إصدارها فتاوى لا يرضى عنها، الأمر الذي انتهى بحل الجبهة بحكم قضائي عام ،1999 إلا أن الجبهة لم تعترف بذلك الحكم وعادت لممارسة نشاطها