كانت البداية حين طلب شرطي من أحد الأمريكيين كان مصحوبا بطفلتين الإدلاء بوثائق هويته بعدما كان الأمريكي يوزع منشورات تتضمن خطابات دينية أمام بوابة جامعة بركلي بسان فرانسيسكو. فقد لاحظ الشرطي أن لون الطفلتين شاحب وزرقة تبدو على أعينهما. وأبانت التحريات أن الرجل أمضى عقوبات حبسية بتهم الإغتصاب والإنحراف الجنسي، وحسب القانون الأمريكي فهو ممنوع من اصطحاب الأطفال. ولما راودت الشكوك الشرطي طلب منه التوجه الى مركز الشرطة رغم أن المدعو فليب غاريدو أكد أن الطفلتين بصحبته ابنتاه. وفي اليوم الموالي حضر فليب إلى مركز الشرطة بمعية الطفلتين وامرأة شابة وأخرى في الخمسين من العمر. وأبانت التحريات بعدما كشفت المرأة ذات التسعة والعشرين ربيعا عن هويتها أن هذه الأخيرة تطابق اسم طفلة اختفت قبل 18 سنة بعدما أكد أقرباؤها أنها تعرضت لاختطاف بواسطة سيارة. كوخ للأم وقد أكدت جيسي دوغارد أنها فعلا تعرضت للإختطاف سنة 1991 من طرف فليب غاريدو وزوجته نانسي وكان سنها آنذاك 11 سنة حينما كانت متوجهة إلى المدرسة، وبقيت منذ ذلك الوقت قيد الاحتجاز حيث تعرضت للاغتصاب، وأنجبت طفلتين الأولى تبلغ حاليا 14 سنة والثانية 11 سنة، وكشفت التحقيقات كذلك أن جيسي التي كان يدعوها فليب «أليسا» كانت تعيش محتجزة في كوخ دون ابنتيها، اللتين لم تعرضا قط على طبيب ولم تذهبا إلى المدرسة فقد كانت نانسي تعمل على تعليمهما القراءة والكتابة فيما كانت الطفلتان تعتقدان أن «أليسا» أختهما الكبرى. ومنذ ظهور هذه الحقائق، أصبح الأمريكيون وخاصة في ولاية كاليفورنيا يعيشون تحت تأثير صدمة جماعية، ولا سيما في أوساط الشرطة المحلية. حيث لم يشتبه الشرطي المكلف بزيارة فليب بانتظام بناء على القانون الأمريكي في أمر هذا الرجل غريب الأطوار، كما تلقت الشرطة قبل سنوات مكالمة هاتفية وتحديدا سنة 2006 من جيران تفيد بوجود طفلتين معه، لكن الشرطي الذي كلف بالذهاب للبحث في الأمر لم يقم بتفتيش المنزل والجوار، بل اكتفى بالتحدث مع فيليب خارجا إذ لم يكن على علم بأن المعني دخل السجن بتهم الاغتصاب، كما كان من الصعب على الجيران ملاحظة ماهو غير طبيعي لأن منزل المختطفين كان محاطا بالأشجار والنباتات. اعتذار رسمي من الشرطة وفي هذا السياق قدمت الشرطة اعتذارا رسميا لجيسي ، حيث صرح رئيس مركز الشرطة للصحافة أنه كان بالإمكان إنهاء معاناة الضحية قبل سنوات. وحسب سجلات الشرطة فقد تورط فيليب البالغ حاليا 58 سنة منذ سنة 1970 في قضية اغتصاب، وبعد قضاء عقوبة حبسية وإطلاق سراحه عاد ليرتكب جريمة اغتصاب أخرى كلفته قضاء عقوبة حبسية بسجن نيفادا وأطلق سراحه سنة 1988 أي قبل ثلاث سنوات من اختطاف جيسي. وقد مثل فليب وزوجته نانسي الجمعة الماضية أمام المحكمة التي وجهت لفليب تهما مختلفة في مقدمتها جريمة الاختطاف واغتصاب قاصر، لكن هذا الأخير أنكر التهم بدعوى أن علاقة عاطفية قوية تربط بينه وبين جيسي، وأنه منذ ولادة ابنته الكبرى أصبح شخصا آخر، بل وعبر عن افتخاره بأن الطفلتين لم تختلطا بهذا العالم المليء بالشرور...! اشتباه خاطئ في زوج الأم وقد أولت وسائل الإعلام المحلية اهتماما كبيرا بهذه القضية منذ الكشف عنها قبل أيام، ونشرت في صفحاتها أنه بعد اختفاء جيسي في يونيو 1991، حامت الشكوك حول زوج والدتها الذي اعتبر من طرف الشرطة المشتبه الأول. وهو الأمر الذي أدى به إلى الانفصال عن والدة جيسي، وصرح للصحافة أنه اليوم جد فرح لظهور الحقيقة رغم كل الانعكاسات على حياته. وحسب الصحافة المحلية دائما فقد واجهت الشرطة المتهم فيليب بتهم جديدة تخص جرائم قتل بعد اعتداءات جنسية ذهبت ضحيتها عاهرات غير بعيد عن محل إقامة فليب، والتي أنكر صلته بها. انحراف سلوكي بسبب المخدرات كما نشرت الصحف تصريحات لوالده وشقيقه واللذين أكدا أن سلوكات فليب لم تعد سوية بعد أن صاحب مروجي المخدرات وأصبح مدمنا، مؤكدين أنه قام باختطاف ثلاث ضحايا واغتصابهن، وأنه تزوج من نانسي وهو في السجن، وتعرف عليها حين كانت تزور قريبا لها كان زميل فليب في الزنزانة. وقد حددت المحكمة يوم 14 شتنبر لعقد الجلسة الموالية في قضية تعد بالكثير من المفاجآت والإجابة عن الأسئلة العالقة ، أما جيسي فقد عادت إلى أحضان والدتها التي كانت تحسبها في عداد الأموات.