إرادة ثنائية للدفع بالتبادلات التجارية والمجال السياحي 17 جامعة صينية تفتح أبوابها للشهادات العليا لفائدة الطلبة المغاربة العلم الإلكترونية: خالد العيموني شهدت العلاقات الصينية المغربية خلال 2019 دينامية وتبادلات مكثفة على مختلف الواجهات الدبلوماسية والسياسية والاقتصادية والاعلامية، ارتكازا على الزخم الذي ضخته الزيارة التاريخية لجلالة الملك محمد السادس إلى الصين في 2016، والارتقاء بالعلاقات إلى مستوى شراكة استراتيجية، وكذا الانخراط الفاعل للمملكة في مبادرة “الحزام الطريق”. وسعت الصين، العملاق الآسيوي، والمغرب، البلد الرائد قاريا، إلى تعزيز علاقاتهما الدبلوماسية وتعاونهما سواء على المستوى المركزي أو اللامركزي من خلال إرساء شراكات بين الجماعات المحلية، وتبادل زيارات المسؤولين السياسيين ورجال الأعمال والصحافيين، فضلا عن الحضور البارز للوفود الدبلوماسية والحكومية في المنتديات ذات الطابع الدولي والإقليمي التي احتضنتها الصين طيلة سنة 2019. وارتباطا بالموضوع، قالت وانغ جينيان، الأستاذة الباحثة بمعهد دراسات غرب آسيا وإفريقيا التابع لأكاديمية العلوم الاجتماعية الصينية، إن 2019 يعتبر عاما هاما في العلاقات الصينية المغربية، حيث شهد تطورات ملحوظة في العلاقات السياسية والاقتصادية والثقافية. وأشارت في هذا الصدد إلى كثافة تبادل الزيارات الرفيعة المستوى للمسؤولين الصينيين والمغاربة والتي تسهم في تعزيز العلاقات الدبلوماسية والسياسية بين البلدين، منها زيارة مسؤولين برلمانيين صينيين الى المغرب، وحضور وفد مغربي رفيع المستوى المنتدى الدولي الثاني للتعاون في مبادرة الحزام والطريق، واجتماع المنسقين لقمة بكين لمنتدى التعاون الصيني الإفريقي في بكين، مبرزة أن كل هذه الزيارات كانت “مثمرة” وأعطت دفعة للتعاون بين البلدين. وذكرت أنه في المجال الاقتصادي، ازداد حجم الاستثمار الصيني في المغرب ب81 في المائة وارتفع حجم الاتفاقيات الجديدة ب54 في المائة خلال النصف الأول لعام 2019، وذلك وفقا لاحصاءات وزارة التجارة الصينية. أما التبادلات السياحية والثقافية التي تعتبر مجالا هاما في العلاقات بين البلدين، أبرزت السيدة وانغ جينيان أنه بعد إعفاء المغرب المواطنين الصينيين من التأشيرة، شهد عدد السياح الصينيين للمغرب زيادة بصورة ملحوظة، كما نما عدد المتعلمين المغاربة للغة صينية في معاهد كونفوشيوس في الرباطوالدارالبيضاء والمدن الاخرى. وأعربت الأستاذة الباحثة عن تطلعها إلى المزيد من التطورات في العلاقات الصينية المغربية في العام المقبل، الذي سيشهد إقامة أنشطة متنوعة تتعلق بالثقافة والصناعة التقليدية والتراث الثقافي غير المادي، في إطار الاتفاق بين الحكومتين على تبادل إقامة سنة ثقافية وسياحية بكلا البلدين. وفي إطار دينامية العلاقات بين البلدين التي ميزت السنة، شارك وفد مغربي رفيع، في الدورة الثانية لمنتدى الحزام والطريق للتعاون الدولي، التي انعقدت في بكين في أبريل الماضي، برئاسة السيد ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، والذي حضر لقاء رفيع المستوى ترأسه الرئيس الصيني شي جين بينغ بحضور رؤساء دول وحكومات وممثلي بعض الدول المعنية بالمبادرة. وعكست دعوة القيادة الصينية المغرب لحضور هذا الاجتماع الرفيع المستوى، العلاقات المتميزة بين البلدين والإشعاع والمكانة التي تحظى بها المملكة والدور والأهمية التي توليها بكين للرباط من أجل تفعيل مبادرة “الحزام والطريق” على أرض الواقع. وفي سياق حضور المغرب في الملتقيات الرفيعة بالصين، شارك المغرب في اجتماع وزاري رفيع إلى جانب الصين و54 دولة إفريقية، في 24 يونيو الماضي، لتتتبع تنفيذ نتائج قمة بكين لمنتدى التعاون الصيني-الإفريقي (الفوكاك) الذي انعقد في شتنبر 2018 بالعاصمة الصينية. وحرص الجانب الصيني، من جهته، على القيام بزيارات متعددة للمغرب في إطار هذه الدينامية التي تشهدها العلاقات بين البلدين، حيث قام وفد صيني ترأسه نائب وزير اللجنة الوطنية الصينية للصحة، يو شيوجون، بزيارة عمل للمملكة في شهر شتنبر المنصرم، اتفق خلالها مع وزير الصحة السابق أناس الدكالي، على تسريع المحادثات بشأن وضع اللمسات الأخيرة على مشروع اتفاق يتعلق بإنشاء مركز للطب التقليدي بالدار البيضاء، سيكون بمثابة مركز مرجعي للبلدان الإفريقية في إطار مبادرة “الحزام والطريق”. وفي نفس الشهر، زار الرئيس المدير العام لمجموعة “سي تريب”، ليانغ جيان زانغ، المغرب، أجرى خلالها محادثات تمحورت حول سبل تطوير التدفقات السياحية بين البلدين. وبمناسبة هذه الزيارة وقع ليانغ جيانغ مع المدير العام للمكتب الوطني المغربي للسياحة، شراكة للتسويق المشترك في القطاع السياحي تهدف إلى الزيادة في التعريف بالوجهة المغربية في الصين، وبالخصوص عبر الحملات الإشهارية الرقمية، تمتد لثلاث سنوات. وتعتبر وكالة “سي تريب” أكبر وكالة أسفار رقمية بالصين ب30 ألف موظف ورقم معاملات يفوق 4 مليارات دولار، مستفيدة من معرفتها الدقيقة بزبنائها الذين يبلغ عددهم 300 مليون، فيما تعتبر الصين سوقا ذات إمكانات هائلة بالنسبة للسياحة المغربية، بعدما انتقل عدد السياح القادمين من هذا البلد من 10 آلاف سائح في 2015 ليصل إلى حوالي 170 ألف في 2018، فيما تتطلع المملكة إلى استقطاب 500 ألف سائح صيني. كما خصصت أكاديمية المملكة المغربية مؤخرا الجلسة الرابعة لدورتها ال46 لموضوع “آسيا أفقا للتفكير: الصين ، تجارب في التحديث والتنمية”، فيما استضافت رحاب كلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية –عين الشق في مارس الماضي، 17 جامعة صينية، من أجل عرض خدماتها البيداغوجية رغبة في استقطاب أكبر عدد ممكن من الطلبة المغاربة الراغبين في الحصول على شهادات دراسية عليا من قبيل الاجازة أو الماستر أو الدكتوراه. وفي ذات السياق، وقعت جامعة عبد المالك السعدي وجامعة القاضي عياض بمراكش، مع مجموعة “هواوي” الصينية، الرائدة في مجال الحلول التكنولوجية، في مارس الماضي بالمغرب، على اتفاقيتي شراكة للتكوين في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات لفائدة أساتذة وطلبة المؤسسات التابعة لهاتين الجامعتين. (يتبع).