برهنت التوجهات الاقتصادية التي انخرطت فيها بلادنا خلال السنوات الأخيرة على وجاهتها، وظهر ذلك في عدد من المؤشرات الايجابية بالرغم من تداعيات الأزمة الاقتصادية العالمية التي أثرت على معظم اقتصادات دول العالم. وفي مقدمة هذه المؤشرات الحفاظ على التوازنات المالية وانحسار معدل التضخم وارتفاع معدل النمو الاقتصادي، وانخفاض معدل البطالة الذي يعكس بدوره دينامية الأنشطة الاقتصادية والانتاجية. وأفادت المندوبية السامية للتخطيط أن معدل عدد العاطلين عرف تراجعا بنسبة 11,8 في المائة على المستوى الوطني منتقلا من مليون و 33 ألف عاطل خلال النصف الثاني من سنة 2008 إلى 911 ألف خلال نفس الفترة من سنة 2009 أي بانخفاض 122 ألف. وتم الكشف عن هذه الأرقام يوم الاثنين بالدار البيضاء خلال ندوة صحفية حول «تطور سوق الشغل بالمغرب خلال النصف الثاني من سنة 2009» قام بتنشيطها السيد أحمد لحليمي علمي المندوب السامي للتخطيط. وأوضح ذات المصدر أن انخفاض البطالة هم بالأساس القرويين المتراوحة أعمارهم مابين 15 و 24 سنة «ناقص 1ر2 نقط» والحضريين المتراوحة أعمارهم مابين 25و34 سنة «ناقص 2,8 نقط» مضيفا أن معدل البطالة عرف ارتفاعا بنسبة 0,7 نقطة بالنسبة للحاضرين المتراوحة أعمارهم مابين 15 و 24 سنة منتقلا من 30,0 في المائة إلى 30,7 في المائة. وسجلت المندوبية السامية للتخطيط في بحثها الدائم حول الشغل أن معدل البطالة تراجع بحوالي نقطة ليستقر في 8,0 في المائة خلال النصف الثاني من سنة 2009 مقابل 9,1 في المائة في نفس الفترة من السنة الماضية. وأوضحت أن معدل البطالة انتقل حسب وسط الإقامة من 14 في المائة إلى 12,6 في المائة بالوسط الحضري ومن 3,9 في المائة إلى 0،3 في المائة بالوسط القروي. وحسب نفس المصدر عرف سوق الشغل مابين الفصل الثاني من سنة 2008 ونفس الفترة من سنة 2009 إحداث 232 ألف منصب شغل أحدث منها قطاع الفلاحة 196 ألف منصب « 176 ألف منصب بالقرى و 20 ألف بالمدن» يليه قطاع البناء والأشغال العمومية ب 40 ألف منصب «32 ألف بالوسط الحضري و 8 آلاف بالوسط القروي» ثم قطاع الخدمات ب 11 ألف منصب جديد. وبخصوص قطاع الصناعة بما في ذلك الصناعة التقليدية لاحظ المصدر أنه فقد قرابة 7000 منصب شغل. وذكر السيد أحمد لحليمي علمي بخصوص البحث الدائم حول التشغيل والمنهجية المعتمدة من طرف المندوبية السامية للتخطيط في معالجة المعطيات الإحصائية بالتحسينات الهامة المسجلة سواء من حيث جودة المعطيات أو من حيث آجال نشرها. وفي هذا الصدد سجل أن استعمال تقنية تجميع المعطيات بواسطة الحاسوب مكن من تقليص هام لأخطاء المشاهدة خاصة بفضل الامكانيات التي تتيحها هذه التقنية والمتمثلة في تقليص آجال الاستغلال والنشر وذلك بإدماج عمليات تجميع وتحصيل ومراقبة المعلومات. وأعلن أحمد لحليمي علمي أنه سيتم مستقبلا تعميم هذه التقنية على البحوث الإحصائية الأخرى على أن يكون البحث الجديد حول الظرفية لدى الأسر أول عملية وذلك في أكتوبر المقبل.