عادت الحمى القلاعية لتضرب بقوة مجموعة من مناطق المملكة، مثل الغرب والشمال، حيث نفق عدد كبير من صغار الأغنام. وحسب مصادر مطلعة، فإن نفوق صغار الأغنام، ناتج عن مرض الحمى القلاعية، المرض نفسه، الذي أصاب الأبقار، خلال السنة الجارية، ما أدى إلى نفوقها. في هذا السياق، قال بوعزة الخراطي، رئيس الجامعة المغربية لحقوق المستهلك، إن الجامعة توصلت بعدد من الشكايات من الفلاحين، تفيد بنفوق عدد كبير من صغار الأغنام، ما ينذر بعدم وجود أكباش كافية، لعيد الأضحى المقبل. ويعيش عدد من الفلاحين على وقع الصدمة بسبب الخسائر المادية، التي سببها لهم مرض الحمى القلاعية.
وذكر بلاغ للمكتب الوطني للسلامة الصحية ان التحريات الميدانية التي قامت بها المصالح البيطرية التابعة لأونسا ، وجود حالات عرج في صفوف بعض الأغنام والماعز البالغة دون أن تشكل خطورة على حالتها الصحية مع تسجيل حالات الوفيات في صفوف الأغنام والماعز الصغيرة خاصة التي لا يفوق سنها شهرا واحدا. وقد تم تسجيل هذه الحالات أساسا بكل من جهات فاس – مكناس، والجهة الشرقية والرباط – سلا – القنيطرة.
ومباشرة بعد تسجيل هذه الوفيات، قامت مصالحها البيطرية بإجراء تشخيص معمق على المستوى الوطني من أجل تحديد الأسباب، من خلال تقصيات واستطلاعات ميدانية. وبالموازاة معها، تم إجراء تحليلات مخبرية معمقة كشفت أن عثرة فيروس الحمى القلاعية التي أصابت بعض الأغنام والماعز هي نفسها تلك التي أصابت الأبقار في بداية عام 2019، أي فيروس «O / EA-3 (East Africa)»، حيث قام المكتب بتنزيل البرنامج الوطني لمحاربة الحمى القلاعية على الفور، مما مكن من السيطرة على هذا المرض لدى الأبقار على المستوى الوطني، وذلك بفضل حملة تلقيح شاملة لقطيع الابقار الذي يقدر ب 3 ملايين رأس.
علاوة على ذلك، فإن الأغنام والماعز قد تكون حاملة للفيروس دون أن تظهر عليها الأعراض السريرية. الا ان خاصية هذه العثرة الجديدة التي أصابت الأغنام والماعز (O / EA-3)، التي دخلت للمغرب من الخارج، قادرة على أن تسبب وفيات في صفوف الأغنام والماعز حديثي الولادة. وقد تتزايد هذه الظاهرة نظرا للنمط التوسعي لتربية الماشية وتنقلها بالإضافة إلى عوامل أخرى من بينها بعض الأمراض المتعلقة بتربية الماشية (التسممات المعوية والأمراض الطفيلية) وكذا الظروف المناخية. جدير بالذكر أن تربية الأغنام والماعز تعرف عادة تسجيل نسب ضعيفة للوفيات بسبب مجموعة من العوامل.