مجلس الأمن يجدد دعمه لمقاربة كوهلر لتسوية النزاع المفتعل في الصحراء تسريبات من داخل البعثة الالمانية بالأمم المتحدة هل أقبرت واشنطن خيار الانفصال للدفع قدما في مسار التسوية الأممية؟
* العلم: رشيد زمهوط
عقد مجلس الأمن زوال يوم الأربعاء الأخير بالتوقيت المغربي (9 صباحا بنيويورك) جلسة مغلقة استمع خلالها لإحاطة قدمها المبعوث الشخصي للأمين العام هورست كوهلر، عن طريق تقنية النقل الحي بواسطة الانترنيت حيث نقل تطورات الوضع في الصحراء المغربية ووضع أعضاء المجلس في ضوء تقييمه الشخصي لخلاصات جولتي المحادثات التي جرت في جنيف.
وكشفت تسريبات من داخل البعثة الالمانية بالأمم المتحدة التي تترأس الدورة الحالية لمجلس الامن أن هذا الأخير جدد دعمه لجهود المبعوث الأممي للصحراء، وسجل أهمية الدفع قدما بمسار التسوية الأممية، قصد الوصول لحل سياسي وواقعي متوافق عليه، ويحظى بقبول جميع الأطراف المرتبطة بالنزاع.
أعضاء مجلس الامن الذين استمعوا أيضا لإحاطة رئيس بعثة المينورسو كولين ستيوارت، شددوا على ضرورة مواصلة جولات المباحثات لتقريب وجهات النظر والرؤى بين الأطراف أملا في إيجاد حل ينهي النزاع، وفق ما يتماشى وقرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة.
ولم يخف الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غيتريس في التقرير الأولي الذي قدمه لمجلس الامن في أولى جلسات المجلس المخصصة لملف النزاع المفتعل هذا الشهر, تفاؤله بخصوص التوصل إلى حل للنزاع الذي دام لسنوات طويلة، وذلك بعد جولتين من محادثات «المائدة المستديرة» التي استضافتها مدينة جنيف السويسرية، بين المغرب والجزائر وجبهة البوليساريو وموريتانيا.
وبحسب تقرير غيتريس، فإن حل النزاع ممكن ويتطلّب «إرادة سياسيّة قوية، ليس من الأحزاب والدول المجاورة فحسب، بل أيضًا من المجتمع الدولي».
في غضون ذلك نقلت صحيفة «ميدل ايست اي» البريطانية عن مصدر دبلوماسي لم تسمه مشاورات سرية دفعت واشنطن الى الضغط من أجل استبعاد خيار الانفصال عن طاولة محادثات جنيف الأخيرة.
الصحيفة البريطانية، رجحت أن يكون للاضطرابات السياسية في الجزائر المجاور تأثير كبير على أي تسوية سياسية للخلاف.
وكان وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي ناصر بوريطة قد استقبل الاثنين الماضي بالرباط، نائب كاتب الدولة للشؤون السياسية بالولايات المتحدة ديفيد هال.
وذكر بلاغ لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي أن بوريطة وهال ناقشا، خلال هذه الزيارة التي تندرج في إطار الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، الوسائل الكفيلة بتعزيز الحوار الاستراتيجي أكثر، علاوة على التنسيق بخصوص القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك. علما أن تقارير صحفية أبرزت أن الوضع في الصحراء شكل أحد أهم المواضيع المثارة بين الجانبين.