بعد مرور بضع سنوات على انتهاء المدة القانونية، وفشل إنجاز مشروع إعادة تأهيل مجسم الكرة الأرضية، أو ما تسمى ب”معلمة زيفاغو”، بمركز الدارالبيضاء بساحة الأممالمتحدة، أصبح الأمر يدعو إلى التساؤل عن هذا التأخير غير المبرر الذي تجهل أسبابه الحقيقية. فالصفقة المباشرة لإنجاز المشروع، تم منحها من طرف والي الدارالبيضاء الأسبق خالد سفير، إلى شركة الأجيال القابضة، وهي الشركة التي حلت محل المجموعة المغربية الكويتية للتنمية، بغلاف مالي يقدر بأربعة عشر مليون درهم، قيل وقتها أن شركة الدار البيضاء للتراث هي التي ستتكلف بإنجاز المشروع، وهو ما أضفى على الصفقة نوعا من الغموض.
وقد جرى إعطاء انطلاقة المشروع قبل حوالي ثلاث سنوات بمقر ولاية جهة الدار البيضاء-سطات، بحضور كل من والي جهة الدار البيضاء- سطات، ورئيس جماعة الدار البيضاء السيد عبد العزيز العمري، والمدير العام لشركة لأجيال القابضة، وقيل أن المشروع هو أصلا لجماعة الدارالبيضاء، وظلت هذه الأخيرة تتفرج على عدم الإنجاز، وكأن الأمر لايعنيها.
والمشروع يهم إعادة تأهيل موقع الكرة الأرضية وكذا ممرها تحت أرضي، المحاذي فندق حياة رجنسي، بطريقة جديدة، بغرض أن يحتضن ممرها تحت أرضي، أنشطة ثقافية وتجارية.
وقيل وقت تفويت الصفقة، أن المشروع، يهدف إلى ضمان رؤية استراتيجية تُعنى بحماية التراث التاريخي وتثمينه من أجل الحفاظ على الجاذبية السياحية للمدينة ومواكبة تنميتها.
ويذكر، أن شركة “الدار البيضاء للتراث”، هي شركة للتنمية المحلية، تم انشاؤها سنة 2015 بمبادرة من والي جهة الدارالبيضاء- سطات الأسبق، وذلك في عهد المجلس الجماعي السابق الذي كان يترأسه محمد ساجد.
وقبل هذه الصفقة، كان المجلس السابق للجماعة الحضرية للدارالبيضاء، قد وقع اتفاقية مع أحد الأبناك لإعادة تأهيل نفس موقع الكرة الأرضية، لكن الأمر ظل دون إنجاز، ولم يتم الإعلان عن أي شئ عن ذلك إلى يومنا هذا.
ويعتبر موقع الكرة الأرضية، الذي شيد فوق موقع ساحة البحيرة القديمة، الذي يقع بقلب العاصمة الاقتصادية من البؤر السوداء للروائح الكريهة المنبعثة من القاذورات البشرية، ومكان لتجمع المتشردين، بعد تحوله إلى مرحاض عمومي عشوائي..
ترى، ما هو مصير 14 مليون درهم، كمال عام، وما هي حدود مسؤولية كل من ولاية جهة الدارالبيضاء- سطات، والجماعة الحضرية للدارالبيضاء، والشركتين المعنيتين بالمشروع الفاشل.