الحكومة الكولومبية تنفي وجود تمثيلية دبلوماسية أو سفير للجمهورية الوهم على أراضيها * العلم: عبد الالاه شهبون وجهت الحكومة الكولومبية صفعة قوية لجبهة البوليساريو الانفصالية بتجديد موقفها حول قضية الصحراء المغربية، مشددة على أن «الجمهورية الصحراوية» المزعومة، «لا تتوفر على أية تمثيلية دبلوماسية أو سفير» في كولومبيا. و أكدت وزارة العلاقات الخارجية الكولومبية، في بيان حقيقة نشر أخيرا على موقعها الإلكتروني الرسمي حول وجود شخص في بوغوتا، يدعى مختار البويهي مبويرك يزعم أنه «سفير صحراوي في مهمة بكولومبيا»، أن الحكومة الكولومبية «جمدت» منذ عدة سنوات اعترافها ب «الجمهورية الصحراوية» المزعومة، و أن «هذه الأخيرة ليست لها أية تمثيلية دبلوماسية أو سفير معتمد لدى الحكومة الكولومبية». وحسب ذات البيان، فان كولومبيا ساندت جهود المجتمع الدولي لإيجاد حل سياسي عادل ودائم ومقبول بشأن نزاع الصحراء، وفقا لقرارات الجمعية العامة ومجلس الأمن الدوليين. وكان مجلسا الشيوخ والنواب الكولومبيان، من خلال لجنتي العلاقات الخارجية، قد أكدا من جانبهما، العام الماضي، دعمهما الكامل للجهود التي تبذلها المملكة المغربية منذ سنة 2007 للتوصل إلى حل سياسي وعادل ونهائي ومقبول لقضية الصحراء، على أساس مبادرة الحكم الذاتي المغربية لجهة الصحراء. كما أكد البرلمان الكولومبي بمجلسيه أن «الحل السياسي المتفاوض بشأنه، والذي يحافظ على الوحدة الترابية للمملكة ، هو الكفيل بتعزيز السلم والاستقرار في المنطقة».ويذكر أن مجلس النواب الشيلي كان قد اعتمد وبأغلبية ساحقة، قرارا يدعم المبادرة المغربية للحكم الذاتي بالصحراء، في خطوة تشكل انتصارا جديدا لمغربية الصحراء بأمريكا الجنوبية. حيث حظي القرار رقم 1056 بتأييد أغلبية 66 نائبا بمجلس النواب ومعارضة 11 نائبا، وامتناع 22 نائبا عن التصويت، علما أن القانون الداخلي للمجلس ينص على أن عدد الممتنعين عن التصويت يحتسب لصالح القرار. وأشاد مجلس النواب الشيلي بتفوق مبادرة الحكم الذاتي للصحراء التي تقدم بها المغرب، وهي المبادرة التي حظيت أيضا بإشادة الأممالمتحدة والمجتمع الدولي باعتبارها مقترحا جديا وذا مصداقية من أجل تسوية نهائية لهذا النزاع الإقليمي المفتعل، واصفا المبادرة المغربية بالجهد الجدي وذي المصداقية . وفي هذا الصدد، قال عبد الفتاح الفاتحي خبير استراتيجية في قضية الصحراء والشؤون الإفريقية إن تأكيد الموقف الكولومبي من قضية الصحراء والمنشور على صفحة موقع وزارة خارجيتها بالتزامن مع مناقشات مجلس الأمن لملف نزاع الصحراء، فيه تضامن ودعم مهم للموقف التفاوضي المغربي عقب إجهاض روسيا وإثيوبيا لجلسة التصويت على قرار تمديد عهدة المنورسو إلى الصحراء لمدة سنة إضافية. موضحا في تصريح ل «العلم» أن هذا التطور القوي في الموقف الرسمي لدولة كولومبيا من مسألة الوحدة الترابية للمملكة المغربية يبدو واضحا ، خاصة بعد موقفها الذي عبرت عنه رئيسة لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الكولومبي٬ مريم باريداس أغيريس إثر زيارتها للمغرب سنة 2013 على رأس وفد برلماني٬ بأن بلادها تدعم حلا متفاوضا بشأنه حول قضية الصحراء. وتابع أن كولومبيا تؤكد اليوم بأنها منذ أن سحبت اعترافها بالجمهورية الوهمية، لم تعد لهذه الأخيرة أي تمثيلية دبلوماسية أو سفير معتمد لدى الحكومة الكولومبية، وبهذا الموقف تكون الخارجية الكولومبية قد رد بحزم شديد على دعاية البوليساريو وافتراءات المدعو «مختار البويهي مبويرك» الذي يدعي من كولومبيا بأنه سفير معتمد لدى بوغوتا. مؤكدا أن هذه الصفعة جاءت نتيجة للدبلوماسية الهجومية التي أسس لها جلالة الملك بعد زيارته لكوبا إحدى أقوى القلاع المناصرة للبوليساريو، بعد إعادة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين ، ومنذ ذلك حين انخفض مستوى التأييد الكوبي للجبهة. وقال الفاتحي إن تجديد كولومبيا لموقفها الداعم للوحدة الترابية للمغرب في هذا التوقيت يحمل دلالات سياسية عميقة على متانة العلاقات المغربية الكولومبية، وتأكيدا على حركية الدبلوماسية المغربية في أمريكا اللاتينية.