تجمع أزيد من 1700 طالب مغربي.. "فضاء المواطنة للتنمية البشرية" مبادرة شبابية رائدة على مستوى الجهة" * تطوان: علي ابن عجيبة عرفت النسخة الثالثة من "حفلة التوجيه" التي نظمتها جمعية "فضاء المواطنة للتنمية البشرية" بمدينة تطوان، إقبالا غير مسبوق من طرف التلاميذ الذين بلغ عددهم 1700 تلميذ، حضروا بكثافة للاستفادة من هذه الدورة التي تروم بالأساس توجيه الطالب وإرشاده. كما تمت استضافة طلبة من المعاهد والمدارس العليا العمومية بالمملكة، بهدف شرح طبيعة النظام الدراسي والآفاق الممكنة وتقديم تجاربهم. وتعد هذه التجربة هي الأولى من نوعها على الصعيد الوطني، خصوصا وأن العديد من التلاميذ والطلبة يعانون من ضعف التوجيه الذي لا يشفي غليلهم وهو ما تحاول الجمعية القيام به عن طريق تنظيم مثل هذه الأنشطة. الجمعية التي رأت النور سنة 2013، تضم اليوم 84 عضوا رئيسيا من مختلف جهات المملكة، وقد قامت بتنظيم مجموعة من الأنشطة من بينها قافلة إنسانية تحت شعار: "باقي الخير" لفائدة دوار "إيدمامن" نتيجة لما يعيشه الأخير من خصاص اجتماعي وضعف اقتصادي بالمقارنة مع العالم الحضري. وتمثلت المساعدات المقدمة في ملابس وأحذية لفائدة الأطفال، بالإضافة إلى حصص توعية بأهمية الدراسة نظرا لنسبة الهدر المدرسي الذي تشهده المنطقة، كما تم توزيع مواد غذائية لفائدة السكان، الذين فاجأتهم الجمعية مفاجأة سارة بترميم "المسيد" الذي تم تجهيزه بالكامل. كما نظمت الجمعية مسابقة تحت شعار "فكرة"، تنافس فيها مجموعة من التلاميذ على لقب أفضل فكرة مشروع بيئي اجتماعي واقتصادي، يحترم عددا من المعايير المتعلقة بالابتكار وتدبير الموارد. وتم تقديم المشاريع أمام لجنة تحكيم تتكون من مسؤولين ومهنيين من القطاع العام والخاص وأساتذة جامعيين لتقييمها وتتويج الفريق صاحب الفكرة الأفضل. وقد حصل ثلاثة تلاميذ من مدرسة أصدقاء العلوم بمدينة تطوان على جائزة أفضل فكرة والتي كانت من نصيب مشروع "بوكلايت" وهو عبارة عن مصباح يعلق بكتاب، يهدف بالأساس إلى تشجيع التلاميذ والطلبة على المطالعة قبل النوم والاقتصاد في استهلاك الطاقة الكهربائية. وحول هذا النشاط أكدت دينا بنريان المسؤولة الإعلامية للجمعية ل"العلم"، أن مسابقة "فكرة"، تعتبر من الأنشطة الهادفة إلى بث روح الابتكار وتعزيز مهارات الاختراع والإبداع، وهو ما ينقص بلادنا، خصوصا إذا قارنا مستوى البحث العلمي والابتكارات الذي يقوم به الطلبة في المدارس والجامعات الغربية، مع نظيره لدينا في المغرب، وهو ما دفعنا إلى تنظيم هذه المسابقة التي حظيت باهتمام كبير من طرف التلاميذ. كما قامت الجمعية وبشراكة مع مؤسسة طنجة المتوسط، بتنظيم دورة تكوينية تحت عنوان "كودجونيور" احتضنها بالمركب التربوي والثقافي آية بتطوان، حول أهمية المعلوميات والبرمجة لفائدة تلاميذ العالم القروي من إعدادية سيدي أحمد بن عجيبة بقرية ملوسة وإعداديات أخرى بمدينة تطوان. وقد أشرف على هذه الدورة ضياء الحق الفلوس، مقاول مختص في عالم البرمجة والمعلوميات، وعبد الإله كافا، أستاذ سابق للمعلوميات، إضافةً إلى نخبة من الطلبة بجامعة عبد المالك السعدي للعلوم بتطوان، الذين تم تصنيفهم بالمرتبة الأولى على صعيد مدينة تطوان في مسابقة البرمجة التي يتمتنظيمها سنويا، وهم منصف الزريوح، أمين براج أحنيش وصفاء أحمد بركاني، واستطاع هؤلاء التعرف على لغة العصر والتقنيات الحديثة أي المعلوميات والبرمجة. وفي تصريح ل"العلم"، أكد محمد بزمان، رئيس الجمعية، أن من بين أهم مواد قانونها الأساسي، أن يكون أعضاؤها طلبة، ما جعلها جمعية متميزة على صعيد الجهة، إذ أنها باتت تضم طاقات شبابية مبدعة، كما أن الانضمام للجمعية يستوجب اجتياز مقابلة سواء مباشرة مع اللجنة المكلفة بذلك أو عبر الهاتف. والطلبة المنخرطون فيها ملزمون بالتحلي بروح العمل الجماعي والإبداع وتحمل المسؤوليات، وهو ما جعلهم ينظمون مجموعة من اللقاءات والقوافل الإنسانية بطريقة احترافية ومبدعة تنال تقدير واحترام الجميع، وهو ما ينم عن روح التعاون ومدى استيعاب أعضائها للأهداف المسطرة والمتمثلة في تنمية الجهة وتوجيه الشباب وخلق مشاريع شبابية مائة في المائة. وعن المشاكل التي يواجهونها، صرح بزمان أن المشاكل المادية وعدم إيجاد مقر قار لعقد الاجتماعات يؤرق بالهم، خصوصا وأن تنظيم أي نشاط يستوجب الاجتماع المكثف من أجل الوقوف على سير تنظيمه. وحول طموحات الجمعية، أعرب بزمان أن أملهم هو جعل الجهة تستجيب لمتطلبات الشباب والطلبة والوقوف إلى جانبهم ودعمهم، بالإضافة إلى تنمية الجهة ومساعدة الفئات الهشة التي لا يتم تسليط الضوء عليها وإدراجها في المشاريع التنموية. وتبقى جمعية فضاء المواطنة للتنمية البشرية من الجمعيات التي تهدف إلى الرقي بالعمل الجمعوي، وتكريسه عند الشباب ودعم روح الإبداع، غير أن المشاكل المالية بالإضافة إلى عدم امتلاك مقر، يعيق تحقيقها للأهداف التي سطرتها، ورغم ذلك فهي تحاول أن تواجه هذه المشاكل بشتى الطرق وهو ما يبدو جليا من خلال شروعها في الاستعداد لتنظيم قافلة إنسانية مطلع الشهر القادم.