تسود الشارع الفلسطيني حالة من التشاؤم واللامبالاة حيال الدعوة التي وجهتها القاهرة مؤخرا لحركتي التحرير الوطني الفلسطيني فتح والمقاومة الإسلامية حماس لإجراء محادثات ثنائية بينهما للاتفاق على الخطوط العريضة للحوار. وتأتي هذه الدعوة بعد فشل محاولات سابقة سعت لرأب الصدع بين أكبر حركتين على الساحة الفلسطينية. ومع ذلك يأمل الفلسطينيون الذين يعانون من استمرار الانقسام الداخلي، أن يفضي أي حوار فلسطيني إلى استعادة الوحدة الفلسطينية لمواجهة الاحتلال الإسرائيلي ومخططاته الساعية لإنهاء القضية الفلسطينية وتقويضها. ويرى المواطن إبراهيم الأسطل من جنوب قطاع غزة، أن استمرار دعوات الحوار دون أي نتائج تذكر يزيد من معاناة المواطنين الفلسطينيين. واعتبر أن الهدف من استجابة الأطراف الفلسطينية لهذه الدعوات هو إضاعة الوقت وتفويت كل طرف الفرصة على الطرف الآخر في تحميله فشل الحوار. وأضاف الأسطل الذي يعمل مزارعا «كل طرف يظهر جدية في الحوار لكن ما نراه هو استمرار الاعتقالات السياسية من قبل حكومتي غزة والضفة، الأمر الذي ينذر بنسف أي جهود للحوار في أي لحظة». أما المواطن محمود إسماعيل من سكان مدينة غزة، فيرى أن غياب الوحدة الفلسطينية وتعثر جهود الحوار يعطي فرصة للاحتلال الإسرائيلي للإسراع في عملية تهويد مدينة القدسالمحتلة وبناء المزيد من المستوطنات. لكن المتابعين للشأن الفلسطيني يرون أنه رغم التأزم الأخير بين حركتي فتح وحماس بعد الانفجار الذي حدث بشاطئ غزة وما أعقبه من اعتقالات سياسية، فإن فرص نجاح الحوار لا تزال قائمة انطلاقا من مبدأ أن أي طرف فلسطيني لن يكون بمقدوره أن يحقق ما يريد بمنأى عن الطرف الآخر. ويرى أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأزهر بغزة ناجي شراب أن كافة الأحداث التي جرت بين حركتي فتح وحماس وخاصة الأخيرة تؤكد بشكل قاطع أن لا خيار سوى خيار المصالحة والحوار. واعتبر أن خيار المصالحة والوحدة وإعادة بناء النظام السياسي الفلسطيني هو الخيار الأسلم للجميع، مشيرا إلى أن نجاح الحوار يتطلب العودة إلى الشرعية السياسية والثوابت الفلسطينية والانتباه إلى أن الشعب الفلسطيني لا يزال يرزح تحت الاحتلال. وأوضح أن نجاح الحوار الفلسطيني يتطلب كذلك التفكير في المخاطر التي تعترض القضية الفلسطينية جراء استمرار الاحتلال في بناء الجدار العازل وتوسيع المستوطنات والمماطلة في الالتزام بالتهدئة ورفع الحصار.