بدأت مؤخرا إذاعة الحسيمة الجهوية في بث برامجها باللغتين العربية والأمازيغية (الريفية). وتأتي انطلاقة هذه الإذاعة، التابعة للشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة المملوكة للدولة، لتعزز المشهد الإعلامي الوطني ومن خلاله الجهوي والمحلي. ويراهن المسؤولون عنها في تفعيل ما يطلق عليه ب «إعلام القرب» على الرغم من انفتاح المشهد الإعلامي في المغرب وترخيص الدولة لنشوء إعلام مستقل، وبخاصة في المجال الإذاعي، فإن سياسة الدولة الرسمية هي التحكم والرقابة. لكن الدولة اتجهت في العقود الأخيرة إلى نهج سياسة اللامركزية أو إعلام القرب. فأنشأت الجهة الوصية على الإعلام وإذاعات جهوية بلغ مجموعها حتى 11 محطة جهوية. وتأتي الانطلاقة الجديدة من مدينة الحسيمة لتؤكد هذا التوجه. وقال مدير إذاعة الحسيمة الجهوية مصطفى الشيخي: «ستكون اليوم الانطلاقة الخاصة بالإذاعة الجهوية بالحسيمة؛ وهو حدث إعلامي بامتياز يضاف إلى قائمة الاذاعات الجهوية الأخرى، وبالتالي فإن أهم الإضافات ستكون في تعزيز المشهد الإعلامي الوطني، ومن خلاله الجهوي والمحلي. إذاعة الحسيمة في سياق ترسيخ ما يعرف بإعلام القرب، وستعمل على الاستجابة لتطلعات وانتظارات ساكنة هذه المنطقة. هذا ما يتمناه أيضا رئيس جمعية ذاكرة الريف عمر لمعلم، الذي رحب بانطلاقة البث، واعتبرها خطوة في الاتجاه الصحيح. ولكنه شدد على ضرورة أن تنفتح الإذاعة الجديدة على محيطها، ليتمكن الريف عبرها من الاتصال بمحيطه الوني كما عبّر عن أمله في أن تنفتح الإذاعة على جميع مكونات المجتمع وألا تقتصر. على فئة معينة دون غيرها هي خطوة نعتبرها في الإنتباه الصحيح؛ لأننا منذ سنوات ونحن ننتظر كساكنة المنطقة هذا المولود الذي سيمكن ساكنة المنطقة وساكنة الجهة من الانفتاح على المحيط، سواء الجهوي أو الوطني. نحن نتمنى لهذا المولود الجديد أن يوفق في خدمة المستمعين وساكنة المنطقة، والانفتاح على جميع شرائح المجتمع، وألا يكون إعلاما منغلقا على فئة محددة». ويؤكد السيد مصطفى الشيخي بدوره على أهمية التواصل. وقال إن الاذاعة الجديدة تفكر في إنتاج برامج خدماتية لأفراد الجالية المغربية المقيمة في الخارج، لاسيما أن أغلب القاطنين في هولندا على سبيل المثال، ينحدرون من الأقاليم الريفية. وفي سؤال حول إمكانية إنتاج برامج باللغة الهولندية خلال الصيف، أوضح الشيخي أن التواصل سيتم باللغتين العربية والريفية. ودعا الجميع إلى التفاعل مع الاذاعة الجديدة، وندعو أفراد الجالية المغربية القاطنة في هولندا أن تستجيب وأن تنسجم وأن تتفاعل أيضا مع هذا المولود. لأن الإذاعة الجهوية في الحسيمة ستنتج برامج موجهة للجالية المغربية المقيمة بالخارج، علما بأن عددا كبيرا من ساكنة الحسيمة والنواحي يقطنون بالديار الهولندية؛ مما يجعلنا نفكر في إنتاج برامج خاصة بفصل الصيف ستنفتح بشكل كبير على هذه الفئة، وستكون هناك برامج خدماتية موجهة لهذه الفئة».