لا يتوانى القابضون بأنفاس السلطة والحكم في الجزائر كلما أحسوا باشتداد الخناق حول أعناقهم في الإدعاء بأنهم لا علاقة لهم بالنزاع المفتعل في الصحراء المغربية، و أن هذا النزاع يهم طرفين رئيسيين هما المغرب وجبهة البوليساريو. لكنهم لا يجدون أدنى حرج في الإنقلاب 180 درجة، إذ لا يشعرون بأي حرج في التبني المطلق للمواقف المعادية للمغرب، ولا تحمر خدودهم وهم يقدمون أنفسهم للرأي العام الدولي بصفتهم المعنيين المباشرين بهذا النزاع المفتعل. وهم بذلك يتحولون إلى أضحوكة لدى الرأي العام و الذي يتأكد باستمرار أنهم منافقون . لا نتحدث عن الدعم المالي و اللوجستيكي الضخم و الهائل الذي تقتطع أمواله من أرزاق المواطنين الجزائريين الأحرار، و لا على الاستضافة السخية فوق تراب خاضع الآن للسيادة الجزائرية، فذلك أضحى من المعلوم و المعتاد، لكن نتحدث عن الدعم الديبلوماسي و الإعلامي الذي يفوق كل ما يمكن تصوره. ولنأخذ مثالا حيا على ما نقول. ما علاقة الحكام في الجزائر بما يهم انضمام المغرب للاتحاد الإفريقي؟ إذا استحضرنا ما يدعوه و يزعموه بأنهم لا علاقة لهم بالنزاع المفتعل في الصحراء المغربية، فإنه كان من الواجب عليهم الاقتداء بما سارت عليه الغالبية الساحقة من الحكومات الإفريقية بدعم هذه العودة التي ستمكن القارة من إضافات مهمة، لكن النفاق ينفجر حينما نرى اليوم أن القابضين بأنفاس الحكم في الجزائر لا يغمض لهم جفن،و هم يتصببون عرقا من الجهود التي يبذلونها من أجل التشويش على هذا الإنضمام، وهم يتبنون بالمطلق أطروحة الإنفصاليين. والذين قادتهم الأقدار لقراءة الحوار الذي أجراه السفير الجزائر ببروكسيل السيد عمار بلاني مع مجلة "أفريك أزي" يدرك جيدا عمق الخبث والحقد اللذين يسكنان في أعماق القابضين بأنفاس السلطة في الجزائر. ماذا لو خصص القابضون بأنفاس السلطة في بلاد المليون ونصف المليون شهيد نفس الدعم المالي واللوجستيكي والإعلامي والديبلوماسي لمناصرة نضالات الشعب الفلسطيني؟ سؤال لا ننتظر جوابا عنه من تجار النفاق والخبث. *** بقلم // عبد الله البقالي *** للتواصل مع الكاتب: